أجرى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ظهر الجمعة 13 – 11 – 2015 تغييرات في السلك الدبلوماسي الموريتاني شملت عواصم مهمة بينها واشنطن، ونيويورك، وباريس، وابروكسل ، وتراوحت حركة السفراء هذه بين الإبعاد القسري ، والترقية في المناصب الدبلوماسية ، أو الترضية بعد مغاضبة يخشى أن تؤثر على قناعة المعينين ومحيطهم الاجتماعي بمواكبة ركب الأغلبية الرئاسية .
إبعاد ظاهر الرحمة وباطنه العذاب
أول المبعدين كان وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني سابقا إزيد بيه ولد محمد محمود الذي أصابته لعنة مغاضبة ولد حدمين وعصفت به ريح ما سماه يوما "حقد الوزير الأول وحسده الدفين " ، فأبعد إلى سلطنة عمان كي لا يجد من الأسواق العكاظية ما تروج فيه أوابد لغته .
الإبعاد الذي طبل له أنصار الوزير المحسود كي يغطوا به على هزيمته أمام ولد حدمين ربما يحمل أيضا ترضية لتياره القبلي الذي دعم حملة الرئيس ولد عبد العزيز بكرو في وجه إعصار المغاضبين ، ومد الإسلاميين ، فبدا الرئيس حريصا على حفظ ماء وجوههم بمنصب يخفف من اللعنة "الحدمينية " .
- ثاني المبعدين كان محمد الأمين ولد الحيسن الذي عين سفيرا لموريتانيا في نيويورك (الأمم المتحدة)، قادما من سفارة موريتانيا في واشنطن، صديق عزيز ولد الحيسن الذي ألف كتابا عن شمائل الرئيس ، عين في مكان سيد محمد ولد ببكرالذي تقاعد أو قوعد ، خليفة ولد ببكر لم يساعده الحظ في واشطن فتم إبعاده إلى نيورك الأقل عملا مع الإبقاء عليه ضمن من تشملهم النعمة .
- الإبعاد شمل أيضا وان إدريسا الذي عين سفيرا لموريتانيا في البرازيل خلفا لولد كبد الذي حول إلى ابروكسل ، ويرج أن تكون تظاهرات حركة "إيرا " ونشاط أفلام بفرنسا ، قد عصفا بوان الذي كان النظام دفع به إلى فرنسا للتخفيف من ضغط أفلام أو احتوائه فلم يستطع ذلك ، فتم إبعاده إلى البرازيل الأقل عملا فضلا عن طبيعة العمل فيها ذات البعد الاقتصادي البحت ما يعني أن أداء وان قد يكون فيها أحسن من فرنسا ذات البعد السياسي العميق .
- حمل سجل المبعدين محمد الأمين ولد آبي سفيرا لموريتانيا إلى انيامي بالنيجر، في تبادل بينه وشيخنا ولد النني الذي حول سفيرا في داكار ، ولد آبي لم يستطع القيام بمهامه في السينغال ولم يقدم أي خدمة دبلوماسية تشفع له ، ولأنه محسوب على الحوض الشرقي خاصة بلدية بيريباف فإنه تم الاحتفاظ به في سفارة أقل عملا حتى تضمن أصوات محيطه القبلي الذي قد لا ترضيه إقالته النهائية .
الترقية والترضية
في طليعة من تم ترقيتهم من السفراء جاء نجل الرئيس المؤسس محمدن ولد المختار ولد داداه الذي عين سفيرا لموريتانيا في واشنطن، قادما من سفارتها في ابروكسل ، حيث نجح في مهمته في ابروكسل وخاط دبلوماسية ناعمة مع أخواله من الأوربيين فتم توجيهه إلى أمريكا عله يستطيع تحسين العلاقة معهم بخبرته الدبلوماسية وإرثه السياسي ، وطينته التي قد تشفع له عند بني الأصفر .
- عبد الله ولد كبد الإطار البركني كان ثاني من تمت ترقيته بتعيينه سفيرا لموريتانيا في ابروكسل، خلفا لمحمدن ولد داداه الذي حول إلى واشنطن ، ولد كبد الذي كان أحد أعضاء تنظيم ضمير ومقاومة السري عرفت فترته في النيجر وأوربا والبرازيل نجاحات فتمت ترقيته إلى ابروكسل كي يستفيد النظام من علاقاته ، ويحافظ على الود الذي يجمعه به بوصفه أحد المقربين من المحيط الرئاسي ومحسوب أيضا على قبيلة ينظر إليها الرئيس بوصفها المنافس الأول لقبيلة الرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ما يجعل دعمها واجبا يمليه الوفاء الرئاسي .
- بين الترقية والترضية جاء تعيين عيشة بنت امحيحم سفيرة لموريتانيا في فرنسا، خلفا لوان إدريسا الذي حول إلى البرازيل ، بنت امحيحم صديقة السيدة الأولى تكيبر وأختها زوجة الساناتور يحي ولد عبد القهار ، جاء تعيينها بعد فشلها في مفوضية حقوق الإنسان لتوفر للسيدة الأولى مقرا للإقامة في فرنسا ورفقة نسائية مأمونة .
- بعد فشله في مدريد وطلبه التحويل إلى إحدى سفارات الدول الخليجية تم تعيين محمد محمود ولد عبد الله ولد بيه سفيرا لموريتانيا في تونس، خلفا لمحفوظ ولد محمد أحمد الذي استدعي لانواكشوط ، ليستفيد من حقه في التقاعد ، "إن لم تكن إبلا فمعزى " هي القاعدة التي طبقتها الرئاسة مع ابن بيه الذي لم يسرع به نسبه إلى الخليج بعدما أبطأ به عمله في مدريد ، لكنه عوض عن ذلك بتونس الخضراء فالخضرة لون يتعلق به الموريتانيون ربما عشقا لعلمهم الأخضر .
- شملت التعيينات تعيين الشيخ سيد أحمد البكاي ولد بي سفيرا لموريتانيا في أنغولا ، منصب جاء ترضية للوزير بعد إقالته من سفارة موريتانيا في الإمارات العربية المتحدة ، غير أن مصادرنا أكدت أن ولد البكاي سيظل سفيرا على الورق فقط ترضية لمحيطه دون أن يكون سفيرا بالفعل ، وذلك لأن تكاليف فتح سفارة بأنغولا باهظة حيث تقدر ب 120 مليون أوقية أي 400 ألف دولار وهو رقم يصعب على الحكومة إنفاقه في هذا الظرف ، كما يستبعد أن تستعين بالتجار لأن ذلك يذهب كثيرا من هيبتها وبالتالي فإن الرئيس قام بتعيين السفير ليحصل على الامتيازات بالقوة دون أن يستطيع التجاوز إلى مرحلة الفعل .
- شخينا ولد النني سفيرا في داكار، وكان سفيرا لموريتانيا في انيامي وهو منصب يتطلب معرفة بالشارد والوارد والموافات به في أسرع وقت ، وقد تمت ترقية شيخنا إليه طمعا في الاستفادة من خبرته في إدارة المعلومات وربما علاقاته الإعلامية و...
ــ الترقيات أيضا شملت تعيين جابيرا بكاري، مديرا مساعدا لديوان رئيس الجمهورية وكان يشغل منصب سفير موريتانيا في مسقط، عاصمة سلطنة عمان في ما تمت ترقية سلفه سيدعالي الذي تربطه علاقات أسرية بالرئيس وكان يطلب سفارة أوربية فأعطيت له ليترك مكانه لجابيرا .