نوافذ (نواكشوط ) ــ في نافذتنا المواكبة للإصلاح المزمع للتعليم بموريتانيا ننشر اليوم مقالا وصل بريد الموقع بعنوان "كفانا زعزعة لأمننا اللغوي " .
الأمن مفهوم جوهري لاستمرار الحياة ، وصار يرتبط بكل ما من شأنه زعزعة اطمئنان نفوس المواطنين ، واستقرار بلدانهم .
ولايخفى ارتباط الموضوع الذي نتحدث عنه باطمئنان مواطني موريتانيا ، واستقرار بلدهم وازدهاره .
وليس الإشكال اللغوي في موريتانيا وليد اللحظة ، بل إنه رافق دولتنا منذ نشأتها ، وحاولت التغلب عليه عبر إصلاحات متتالية ، كان ضرر بعضها أكثر من نفعه.
لانرى أن الرجوع إلى تفصيلها الان يفيد كثيرا .
بل إننا نتصور أن وضع حد لتلك التغييرات المستمرة في نظامنا التعليمي ؛خاصة شقه اللغوي ، صار لزاما ، نظرا لما ينجم عن كل تغيير لغوي في التعليم من بلبلة ، وأضرار تشمل جوانب التحصيل المعرفي والاقتصادي ...
وهو ما ينعكس على البلد ككل وازدهاره .
فالإستقرار على البرنامج التعليمي الحالي المعروف بإصلاح 99رغم كل مايشوبه هو أبرز خطط الأمن اللغوي لاستقرار بلدنا ، لما يتيحه من إرغام على تعلم اللغات الأجنبية ، خاصة اللغة الفرنسية ، التي حضر رئيس دولتها ايمانويل ماكرون بين ظهرانينا اليوم في هذا الوقت العصيب في سياق أمن منطقة الساحل ، وتبقى دولته أيضا الأقرب إلينا من الممولين لاننكر ذلك .
وصحيح أيضا أن إصلاح 1999 غمط اللغة العربية حقها حين لم تدرس المواد العلمية بها .
إلا أن اللغة العربية لايضرها كيد الكائدين ، ولاينقص منها عدم تدريس المواد العلمية بها في أرض شنقيط ولاغيرها ؛ فمصادر اللغة العربية كالقرٱن الكريم ، والسنة النبوية ، والشعر العربي يعتبرون من أبرز روافد الحكمة في عالمنا اليوم ، وهو مالايخفى إلاعلى من جهلوا كل الثقافات .
فالجميع إذن يحتاج الثقافة العربية ، خاصة في بلدنا ، فمن لايفقه العربية في موريتانيا لايسعى للفهم ، مهما كان رصيده من الثقافات الأخرى .
وماينقص هو أن يعي ذلك كل مدرسيها في وطننا ، ويعلموا أن العيب فيهم ، وليس في اللغة العربية ، ويقدموا من خلال اللغة العربية الأفكار التي يحتاجها وطننا ومجتمعاته،وليسدوا النقص الحاصل من خلال ضعف الإستفادة من المعلومات المقدمة باللغات الأجنبية .
ولابد لمدرسي اللغة العربية حين يتواجدوا مع إخوتنا الزنوج أن يمتلكوا من المرونة مايجعلهم يكسبوا معركة القلوب ، لكي لا يحرموا إخوتنا من بحر اللغة العربية الزاخر بالدرر.
وسيتمكن مدرسو اللغة العربية من كل ذلك حين يعمقوا النظر في الأهداف والاستراتيجيات خاصة التي اعتمدت في المراجعة الأخيرة لبرامج التعليم .
فأدعم تثبيت الإصلاح التعليمي الحالي في شقه اللغوي ، وأدعوا المدرسين باللغة العربية إلى تكثيف الجهود في برامج المواد والأقسام ، بما يفيد أبناء الوطن في متطلبات الحاضر ، وأن لاينتظروا التشجيع من أحد .
فوطننا لازال في طور التأسيس ، ويحتاج أن يستحضروا مبادئ مثل " أن يذهب البعض بالأوقية واليورو، وترجعوا أنتم بخدمة الوطن وأهله .
هي دعوة إلى تحمل المسؤولية من جميع المدرسين ، وخاصة مدرسي المعلومات بالعربية.
ولايعني ذلك وضع المسؤولية عن قيادة البلد ، وسلطاته التربوية ، بل لابد أن يواكبوا التعليم بديناميكية جديدة في التكوين المستمر ، والتقويم المثمر ؛ خاصة مقدمي خدمات التعليم الذين أشاد الجميع بشفافية مسابقتهم ، وحسن أدائهم في الميدان .
وحسب تصريح أحد المفتشين المتميزين " كم من جديد مندفع راغب اصطدم بيأس قديم متكاسل ".
ولكي لايحدث ماأشار إليه المفتش ، فينبغي أن يوضع مقدمو خدمات التعليم في ظروف لاتترك كفاءاتهم تتراجع بتأثرهم بعدم الإنتماء للقطاع ، فينبغي أن تصحح وضعيتهم القانونية ، ويدمجوا في الوظيفة العمومية ، ويوضعوا في الريادة ؛ لأنهم بارقة الأمل لإصلاح التعليم ، وقد وفروا الطاقم التربوي النموذجي للمؤسسات ، فهم اختاروا هذا ، واللوبيات التي اختارت الأوقية واليورو ، تكون حيث تحصل عليها ، ولاتفسد الوطن، ومستقبل أجياله.
فهذا هو مايحصل به استقرار التعليم ، وأمن البلد ، "وإرغام العدا ، وجمال العلم إصلاح العمل ".
أيوب /الشيباني /الطالب العالم.
مقدم خدمة تعليم في إعدادية قرى الفرع/ مقاطعة بابابى.
معلومات عن الكاتب :
أيوب / الشيباني / الطالب العالم مقدم خدمة تعليم تاريخ ومكان الميلاد 28/5/1986 مكطع لحجار الشهادات: - الباكلوريا 2006 _الإجازة في الدراسات الإسلامية المعهد العالي 2010 _ماستر 1في قضايا ومناهج الدراسات اللغوية . وبحث التخرج تحت عنوان ( الإشكال اللغوي في موريتانيا الجذور وٱليات الحل )سأضيف له نتائج الخبرة الميدانية من خلال مقابلة مع مدير البحث في المعهد التربوي الوطني 2012 ثم التدريس في المؤسسات التربوية في جهات مختلفة من موريتانيا _إعدادية ترون مقاطعة أطار 2014 إلى 2016 _ثم ثانوية البنات 2017 - ثانوية تولل مقاطعة مقامة حتى نهاية السنة الماضية. - السنة الحالية مقدم خدمة تعليم في إعدادية الفرع مقاطعة بابابى