البطالة تنهش شباب مدينة العيون

اثنين, 23/11/2015 - 13:35

إن مشكل البطالة في مدينة العيون استعصى حله من قبل السلطات المختصة حيث يقضي الالاف من الشباب يومهم جالسين على كراسي المقاهي أو بمحاذاة جدران المنازل، يتكلمون في مواضيع الساسة و النخب في انتظار حلم أبى أن يتحقق في ظل تغيرات اقتصادية و اجتماعية تشهدها المنطقة. فقد  صنف المجلس الاقتصادي و الاجتماعي بالمغرب هذه المنطقة على أنّها الحاضنة الأولى و الأكبر لنسب البطالة بالمغرب وذلك بتزايد  عدد خريجي المعاهد و الجامعات.

يقول محمد البار وهو أحد المعطلين  خريجي الجامعة ،" ان المعطل يحس بنوع من الظلم و الحيف عندما يرى مجموعة من المشاريع تُشغّـل أشخاصا ينتمون إلى الأحزاب المهيمنة بالمنطقة أو الخاضعين لمنطق القبلية في حين أن هؤلاء غالبا  لا تتوفر فيهم أبسط  الشروط  أو الكفاءات التي تخول لهم إتقان مهامهم"

 ويتابع محمد و هو يحرك يديه و عيناه تحدّقان في إحدى العمارات الشامخة بالشارع التي تعود لمسؤول كبير بالمنطقة و يقول" يجب على الحكومة أن تحدد معايير التعيين وأن تتخذ مجموعة من الاجراءات لكي تحارب البطالة في الجنوب، فمثلا يجب أن يتم نهج سياسية "الكوطة" في التوظيف و عدم تنظيم نفس المباريات في جميع المدن نظرا لعدم توفر الأقاليم الجنوبية على جامعات أو مراكز تكوين تخول للمرء نفس الحظوظ مقارنة مع سكان الشمال الذين هُيئت لهم جميع فرص التعليم".

عالي قيدور شاب اخرعاطل عن العمل يبلغ من العمر 25 سنة و هو حاصل على إجازة في علم الاجتماع و شهادة تأهيل للتربية و التكوين. يحدثنا بنبرة خفيفة و هو يوضح لنا علاقته بالبطالة فيقول" ان شعور المرارة و الحرمان هما عنوان حياتي، فجميع حقوقنا مهجورة  ولا منصت لها و دورنا في الحياة غير موجود وكأننا رقم سالب "

و يتمم حديثه  و هو يشبك أصابعه في بعضها و يقول : "أستحضر هنا مقولة  الإمام الراغب "  من تعطل وتبطل انسلخ  من الإنسانية  بل من الحيوانية و صار من جنس الموتى "، و يضيف : " هي مقولة تعري عن الواقع و تختزل جميع الأحاسيس ، فالبطالة لها عدة نتائج سلبية على المرء فقد تجعل الإنسان مضطربا نفسيا و منعزلا اجتماعيا و ذا تفكير قزمي، حيث لم يعد لنا في الحياة فرصة إلا انتظار الموت لتأخذ ما تريد منا و تتركنا ننام بسلام".

من جانبه، أبى أحمد أن نكتب اسمه و نسبه الحقيقي. هو رئيس مجموعة تحتضن عددا كبيرا من المعطلين. يحدثنا عن نضالات المجموعة مع البطالة و يقول " لقد بلغ عدد المعطلين بالعيون عشرة الاف معطل ما بين ( دكاترة، وأصحاب ماجستير  و مجازين و شواهد تكوين...) نحن ندافع عن ملف المعطلين  في كل لحظة وحين وفي كل  شوارع المدينة و أزقتها وذلك من خلال عدد  من الوقفات الاحتجاجية و المظاهرات السلمية التي نردد فيها شعارات إنسانية لكي تصل إلى اذان المسؤولين. و رغم  كل التدخلات العنيفة التي نواجهها كل مرة من قبل رجال السلطة، فمشكل البطالة هو مشكل اجتماعي محض و يجب محاربته خاصة و أن الدولة تستطيع ذلك في ظل توفر الأقاليم الجنوبية على ثروات باطنية و بحرية مثل الأسماك و الفوسفاط وهو الشيء الذي يجعل إشكالية البطالة سريعة الحل، إلا أن المشكل يكمن  في من يدبر هذا الملف بالجهة فهو الذي يتحمل هذا الاحتقان الاجتماعي الذي وصلت له المنطقة بسبب سوء التدبير الغير المعقلن" ويضيف و يقول " من المسؤول عن تدهور حالة الشباب بالمنطقة و لماذا يتم التعامل معنا كمعطلين بعنف من قبل رجال السلطة دون احترام لنفسية المعطل التي غالبا ما تكون منحطة بسبب الواقع الاجتماعي المزري".

ومن جهته، أدلى حمدي ولد الرشيد رئيس المجلس البلدي بتصريح صحفي اعتبر فيه أن "  أهم ما تتوفر عليه المنطقة هو الفوسفاط و الذي يدبر شأنه المكتب الشريف للفوسفاط ورغم كل أرباحه لم يحقق ماهو مطموع منه فيجب على هذا المكتب أن يشغل أبناءنا العاطلين و أن ينفد الوعد الذي قطعه مديره العام بتشغيل 1270 شخصا من أبناء المنطقة".

وفي انتظار تحقيق هذه الوعود، تتواصل معاناة الشباب العاطل عن العمل في مدينة العيون. في هذه المنطقة يوجد عاطل حالم و يوجد حالم عاطل ولا فرق بين الاثنين فعنوانهما قاسم مشترك ألا و هو الفقر و الهشاشة.