نوافذ (نواكشوط ) ــ ضمن نافذتنا على الإصلاح المزمع للتعليم ، ننشر اليوم آراء عدد من المختصين الذين حاورناهم حول سبل إصلاح اختلالات قطاع التعليم بموريتانيا .
حديثنا اليوم يتناول سياسة التقييم في التعليم ، ودور المفتشيات في العملية التربوية .
يجمع التربويون على ضرورة الاهتمام بالمتابعة التربوية من خلال تفعيل دور مفتشيات التعليم الأساسى والثانوي سواء تعلق الأمر بالمتابعة المباشرة للمدرسين ، أو من خلال التكوين المستمر وبعثات التفتيش الفصلية ، وجعل علامات التفتيش للمدرسين ذات معنى في الترقية الوظيفية ، ولن يكون للتفتيش مدلول إلا إذا كان المفتش ذا بضاعة غير مزجاة ،يمكن تقديم البديل لا يقتصر دوره علي التنظير من باب " أل امشكر ش إدير ش أفبلو " .
إن تفعيل ديناميكية جديدة لإعداد البرامج والوثائق التربوية ومتابعتها بشكل دائم فالتعليم الجيد يقوم على أربعة أركان أساسية:
أولا إدارة مدرسية تتميز بالكفاءة العلمية والمهنية العالية.
ثانيا:رقابة تربوية تتابع المسيرة التربوية بكل تجرد وصرامة ومسؤ ولية وحرص على تحقيق الأهداف التربوية المرسومة بأكبر قدر من المصداقية.
ثالثا.خلق طواقم من المدرسين الاكفاء أكاديميا وتربويا ومهنيا يتمتعون بحياة مادية ومعنوية كريمة تمكنهم من تأدية رسالتهم بكل أريحية وإخلاص.
رابعا:تحصين قطاع التربية والتعليم من كل التجاذبات السياسية ومن تغول الإدارة الوصية
التعليم كذلك يتطلب بنية هيكلية مستقرة،تلبي متطلباته ، لا بنية مفككة ، وفي هذا الإطار يبرز دور الوزارة الوحيدة أو الأم التي قد تتعدد أماناتها العامة ، وتتوزع إلى مفتشيات وادارات ومفتشيات ومصالح مركزية وجهوية،تحدد لها مسؤولياتها وطرق التنسيق بينها، دون تداخل في الصلاحيات أو نقص في الواجبات المحتملة.
وسيكون ضروريا في عملية التسيير والتقييم هذه استخدام لغة العصر ممثلة في استحداث شبكة معلوماتية،تكون نواتها بالنسبة للموظفين والعمال،مستخرجة من المعلومات المتوفرة عند الحالة المدنية والإدارة العامة للوظيفة العمومية ، وتضاف لها حقول أو خانات للمتابعة اللازمة لكل موظف،لتشمل جميع الوضعيات الادارية،المحددة في القانون العام للوظيفة العمومية(راحة،تحويل،استيداع،اعارة...الخ) كما تشمل خانات للعلامات الادارية او التربوية السنوية،والتدريبات والتكوينات.بحيث تكون ذاكرة حية للمسار المهني لكل العمال بالقطاع من اكتتابهم إلى تقاعدهم.
كما يمكن استخدام التقينيات الحديثة من أجل عقلنة تسيير لوائح التلاميذ والطلاب،من دخولهم للمدرسة الابتدائية إلى تخرجهم من الجامعة ، وتكوين ذاكرة فردية وجماعية لهم وعنهم ما سيكون له دور بارز في تسيير المصادر البشرية،وسد النقص ، وبناء استيراتيجية محددة الأهداف واضحة المعالم .