مناعة القطيع في الفساد !!
علمنا الاسلام ان الحكمة ضالة المؤمن. ولفد قرأت اليوم للمفكر الامريكي الشهير افرانسيس فوكوياما في تحليل عميق واستشراف لمستقبل البلدان بعد الجايحة يقول
( يمثل الوباء اختباراً عالمياً للضغوط السياسية. سوف تجتاز الدول ذات الحكومات الشرعية والقادرة الاختبار بشكل جيد نسبيًا، وقد تتبنى إصلاحات تجعلها أقوى وأكثر مرونة، وبالتالي تسهيل أدائها المستقبلي
للتعامل مع الأزمة بنجاح، لم تكن البلدان بحاجة إلى حكومات قادرة وموارد كافية فحسب، بل أيضًا إلى قدر كبير من التوافق الاجتماعي وقادة أكفاء يتمتعون بالثقة… )
ويشكل فقه استشراف المستقبل ملمحا مستجدا من ملامح التجديد التي تحتاجها الامة في مناح متعددة من الفكر والتنزيل الواقعي للاحكام ..
ولا شك ان لمستوي الثقة الحاصلة بين الحاكم والمحكوم اثرها البالغ في تجاوز الازمات .
ففي عام الرمادة استطاعت دولة الخلافة الراشدة تجاوز الازمة باقل الخساير.
فلم تقع فتنة ولم تحدث احداث جليلة تربك المسار العام للامة
بل اظهر الخليفة عمر رضي الله عنه من الحكامة والترشيد للمال العام والعدل في توزيعه بسوية ما جعل الفتوحات والانجازات الحضارية وتنظيم الدولة يتواصل بشكل ملحوظ ..
وفي حالنا هذه. وحتي لا نبتعد في التاصيل عن التفصيل نري من الضروري عدم استغفال الشعوب فانها قادرة علي التمييز بين الصواب والخطأ وبين المصلح والمفسد وبين الحكامة الراشدة والفاسدة ..
صحيح ان مناعة القطيع قد حصلت للكثيرين فلم يعد احد يبالي بما فعل ..
غير انه في عالم الغرب تكفي اشاعة الفساد للاستقالة او الاقالة
وفي المنظومة الاسلامية تكفي التهمة للجرح وعدم الشهادة ..
واذا كانت مناعة القطيع نافعة في الكوفيد 19 فانها خطيرة وضارة في مسار الدول ومستقبلها القريب والبعيد ..
الفقيه الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الامام