رفعت السلطات العليا في موريتانيا مستوى التأهب الأمني في البلاد بعد هجمات باريس الأخيرة وعملية احتجاز الرهائن في العاصمة المالية باماكو .
ويأتي رفع مستوى التأهب الأمني في الوقت الذي تستعد فيه موريتانيا للاحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين لعيدها الوطني الذي ينتظر أن يشهد عرضا عسكريا في العاصمة الاقتصادية نواذيبو .
أوامر عليا
مصادر مطلعة أكدت لموقع "نوافذ " أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز اجتمع قبل سفره الأخير إلى اتشاد بقادة القطاعات العسكرية والأمنية في البلاد وأمرهم بأخذ قدر كبير من الحيطة والحذر على جميع المستويات ، وإبلاغه بكل تطور تتم ملاحظته على وجه السرعة .
وأصدر ولد عبد العزيز أوامره للقادة بضرورة مراقبة الحدود وتفعيل دور المكاتب الثانية في قيادة الحرس والدرك والجيش الوطني ، وضخ دماء جديدة في إدارات قطاع الشرطة خاصة إدارة أمن الدولة .
السفارات أولا والعاصمة الاقتصادية ثانيا
الأوامر العليا أيضا شملت رفع التأهب الأمني بمحيط السفارات الأجنبية والفنادق التي يتردد على الأجانب في العاصمة نواكشوط ، وتنشيط أمني للعاصمة الاقتصادية يتم من خلاله رصد كل شيء فيها بل وحتى مراقبة المكالمات ، حتى لا ينجح أي مشوش في تنغيص مراسيم الاحتفال بالعيد الوطني .
ورغم هذا الاستعداد فإن مراقبين يرون أن السفارات الأجنبية ليست بحاجة إلى كل هذه العناية الأمنية الموريتانية ، لأن كل سفارة تعتمد على قوات خاصة لتأمينها من نفس الدولة ، فسفارة آمريكا تحوي في داخلها فرقة من "المارينز " الأمريكية ، في الوقت الذي ترابط فيه فرقة من الدرك الفرنسي داخل السفارة الفرنسية بنواكشوط ما يعني أن هذه السفارات لا توكل مهمة تأمينها إلى أحد .
موريتانيا ليست هدفا للقاعدة
رغم كل هذا الاستنفار الأمني فإن مراقبين يرون أن موريتانيا لا تشكل هدفا للقادة في هذه الظرفية لأنها تتخذ منها معبرا وممرا استيراتيجيا ، ولا تريد لهذا الممر أن يغلق وبالتالي فإنه من المستبعد أن تلجأ إلى القيام بعمليات داخل الأراضي الموريتانية قد تنعكس سلبا على حركة مرورها الاستيراتيجية .
وأكدت المصادر أن استيراتيجية الجماعات المتشددة الإسلامية تجعل مناطق العبور في مأمن حتى ولو كانت داخل أوربا فابروكسل مثلا ليست أولوية بالنسبة لهذه الجماعات لأنها معبر لا تريد أن تغلقه ، وهي نفس الاستيراتيجية التي كانت الجماعات المتشددة تعتمدها في تركيا قبل أن تقرر الأخيرة مضايقتها لتلجأ إلى المواجهة .