أنصار ولد أجاي ....الموقف الغامض /الأستاذ: إسلمو ولدأحمد سالم
ملأ الإخوة أنصار النهج مسامع الناس ، في آخر أيام العشرية ، بتصريحات و تلميحات تدعو للإبقاء على ولد عبد العزيز و استمراره في الحكم ، بل إنهم دفعوا بصنيعتهم من النواب لمحاولة تغيير الدستور من أجل التشريع لمأمورية ثالثة، و لكنه عندما فشلت خطتهم ، بدأوا في توريج سيناريو مدفيدف-بوتن ، و اتهموا المرشح بالضعف ، و بأنه سيكون أداة للإبقاء على النظام و أدواته، و الإبقاء على ولد عبد العزيز حاكما فعلا للبلاد .
بعد الانتخابات و عندما ظهر الرئيس الجديد بقوة و صرامة و وضوح رؤية ، بدأوا رحلة التنكر للرئيس السابق ، و انفض الجمع و تركوه وحيدا .
في مقطع لحجار، سرعان ما تنكر ولد أجاي و أنصاره للرئيس الخارج من السلطة ، رغم ما أعطاهم من صلاحيات و ما حظوا به من امتيازات في عهده ، و اندفعوا في النظام بأدواتهم التقليدية من تطبيل و تثمين ، و نظموا رحلات مكوكية بين الوزراء و قادة الحزب ، بنوابهم و عمدهم و رجال سياستهم ، للتعبير عن ولائهم ، وللترويج للقائد و محاولة إعادته للواجهة ، و لم تولد تلك الرحلات سوى اكتشاف التغير الكبير في أدوات النظام و طريقة تعاطيه مع الأمور ، و لا أحد لم يعلم بحملاتهم ضد الخصم المحلي، و محاولة وسمه بالمعارضة و عدم صفائه في دعم السلطة ، و قد كانت كل تلك النشاطات محل استهجان و سخرية عند المسؤولين .
لا زال أطر حلف ولد اجاي يحجمون عن الخروج على الطوق ، و يتعاملون مع رؤسائهم من منظور الارتباط به و مناصرته، و لا زالوا يتواصلون معه و يقدمون له تقارير عن نشاطاتهم ، و نمط علاقتهم مع وزراء قطاعاتهم ، و لعلكم تذكرون ما أشيع عن لقاء بعضهم بالرئيس ، و اتهامهم للوزير الأول أمامه بتصفيته لحساب مع قائد الحلف ، عن طريق تهميشهم و عدم السماح لهم بالترقية.
غير أن فتح ملفات الفساد أصاب الإخوة بالرعب على القائد ، و بدأت رحلة أخرى تعبر عن معارضة عملية واضحة للنظام ، غير معلنة باللفظ ، تهاجم أداء الحكومة و برامجها و تشوش عليها ، و انتقاد خطاب الرئيس و تصريحاته، و خطة مكافحة الوباء ، و تذييل تلك الكتابات ، التي لا تخفي النقمة على النظام ، في بعض الأحيان بعبارة : غزواني رئيسنا ..
و لعل ظهور وزير المالية الجديد ولد الذهبي على الشاشة كانت القطرة التي افاضت الكأس، فقد بدأ الإخوة بحملة مقارنة شرسة مع السلف ، و التحدث عن الخطابة و كأننا في سوق عكاظ ، و تنتقد رجل المالية الجديد في لغته العلمية المختصرة، و اسلوبه الهادئ الرصين.
و رغم أن الرجل أعطى معلومات كثة و دقيقة، و أجاب دون تهور و لا بهرجة على الأسئلة ، إلا أن الإخوة هاجموه لسبب بسيط ، و هو أنه يحتل المكان الذي كان زعيم الحلف يتصرف فيه بزبونية لإرضائهم ، و حول إدارات الإقتصاد و المالية إلى مرتع لأنصاره من غير المتخصصين في المجال..
يحتاج الإخوة من أنصار وزير المالية السابق إلى قطيعة مع الماضي و موقف داعم للنظام و الحكومة واضح ، أو إلى شجاعة و وضوح في المعارضة ، بدل التشويش على الحكومة ، و بث الشائعات و التشكيك في المسؤولين .