نوافذ (نواكشوط ) ــ في الوقت الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن موريتانيا دخلت مرحلة تفشي الوباء، حيث سجلت 40 إصابة بالفيروس عقب إعلان البلاد خالية من المرض قبل أسبوعين ، تتعالى صيحات مواطنين مطالبين بإجراء فحوصات لهم بعد مخالطتهم لمن تم تأكيد إصابته بالفيروس ، وسط اتهامات للحكومة بالمماطلة إن لم نقل العجز عن فعل شيء ذا بال .
وليست المدن الداخلية بأحسن حال من نواكشوط ، ففي ولاية البراكنة يستصرخ سكان بلدية بوحديدة بعد تسجيل أول حالة بين أبنائها ، مطالبين السلطات بتدخل جدي لوقف تفشي الفيروس ، مؤكدين أن أي شيء لم يتخذ في هذا الاتجاه فلا حي المصاب عزل ، ولا مخالطوه تم فحصهم .
بين هذا وذاك لا نسمع ركزا للجنة الوزارية المكلفة بمحاربة فيروس كورونا ، بينما يبدو الارتباك سيد الموقف في جهود وزارة الصحة بعد الإعلان عن الحجز الطوعي لرأس الهرم فيها ، فلماذا سياسة تشبيك السواعد في وجه الكارثة ؟
لم لا تخرج اللجنة الوزارة المكلفة بمواجهة الوباء لتصرف أموال صندوق كورونا على مستحقيها ، وتفرض إجراءات احترازية أكثر أمانا للمواطن ؟ لماذا نخالف كل العالم في تشديد الإجراءات في أوقات لم يتفش فيها الوباء ، والإصرار على تخفيفها في وقت التفشي ؟ هل أخذتنا العزة بالإثم ؟
في كل دول العالم يخرج المسؤولون من أعلا الرتب لمصارحة مواطنيهم بحصيلة ما يحدث يوميا ، والوقوف معهم وتشجيعهم ، فلما ذا لم يتحدث الرئيس ولا وزيره الأول ؟ واكتفت وزارة الصحة بنقطة صحفية يتيمة لا تأتي إلا بما سبق وأن مدغه العجول قبلها من الأخبار .
إننا بالفعل بحاجة لتحريك الراكد من مياه الحكومة واللجان الوزارية المكلفة بالتصدي للوباء ، من أجل اتخاذ ما يلزم لمواجهته بعد إعلان تفشيه ، والخروج من هذا التفشي بأقل الخسائر ؟
بحاجة لحكومة تنجز ، تقف مع المرضى ، وتطمئن الأصحاء ولا تدفن رأسها في التراب على طريقة النعامة .