الكردوس وجمعه كراديس هو كل عظم تام ضخم، أو رأس العظم ذي المخ، أو كل عظمين التقيا فى مفصل.
وفى مأثورنا الشعبي قصة الكردوس الذي رماه أحد الشباع لمجموعة من الجوعى فتلهَّت به و عاشت على ذكريات دِمن لحمٍ طري كانت تكسوه.
وفى مأثورنا الشعبي أيضا قصة "عظم كسكس" الذي تجرده الأيدي من لحمه وتظل تتناوب عليه خدشا بالأظافر أومسحا بالراحات، دون أن يتطوع أحد بإخراجه من الصحن، على الرغم من إجماع الأكَلة على أنه لا يسمن ولا يغني من جوع.
اليوم تمر عشرة أشهر على كردوس الإستعداد للحوار الذي رماه الرئيس عزيز من شنقيط إلى ما أسماه "جميع مكونات الطيف السياسي الوطني".
عشرة أشهر وهذه "المكونات" تلهو بذلك الكردوس الذي تعرف أنه لا ولن يسمن أو يغني من جوع،وأن مآله – كأي كردوس- هو أنياب كلاب ضالة أو مدفن فى قمامة.
سيواصل الشباع تجويع الجوعى و تفقير الفقراء،ولهم فى ذلك أسلحة فتاكة ليس أقلها بطشا محاولة تفكيك حزب التكتل، والضغط على الرئيس مسعود بتأخير صرف ميزانية المجلس الإقتصادي والإجتماعي.
لا أظن إخراج حزب جديد من رحم التكتل، أو حتى محو المجلس الإقتصادي والإجتماعي من الوجود المؤسسي سيجبر الرئيسين أحمد ومسعود على اللهو بكردوس الحوار.
صحيح أن موريتانيا مستقلة منذ خمس وخمسين سنة، أي أنها اليوم ليست محتلة من طرف قوة استعمارية أجنبية، لكنها محتلة من عصابة داخلية خارجة على القانون.
من المكابرة التنكر لوقائع التاريخ و بطولات مقاومتنا الوطنية التي طردت المستعمر الفرنسي من أرضنا فى رابعة النهار.
لكن أين هم أحفاد تلك المقاومة؟ ألم يعد فينا أشبال من تلك الأسود؟ أو أطفال على ملة آبائهم فى الوطنية والمقاومة والعزم؟
أعرف أنه كلما ادلهمت خطوب الحاضر وضاعت بوصلة المستقبل آوى الناس إلى الماضي يفتشون عن قائد رمز أو بطل جسور أو موجة مضيئة فى بحر الظلمات.
هنا يتنزل استحضار تاريخ المقاومة المجيدة ضد الإستعمار الفرنسي، و تُفهم دلالات تخليد أبطال بقامة ووطنية المرحوم أحمد ولد بوسيف.
لو كان بيننا اليوم أمثالهم ما استبدت بنا عصابة النياشين التي لم يخض أغلب حامليها معركة واحدة ولو فى لعبة PLAYSTATION
من صفحة الأستاذ باباه سيدي عبد الله على الفيس بوك