لا تقبلوا أن تتهاوى مطلقا أساليب الكتابة الجادة والكلمة الطيبة أمام هذا السيل الجارف من الميوعة والسقوط في التعبير، والذي هو بالفعل إفرازٌ لأزمة أخلاقية تعكس انهيارا كبيرا لمنظومتنا القيمية وأنماط التعاطي اليومي ما بيننا، بِما يشيع الكراهية والأحقاد بسبب خطاب التخوين والوصاية والجلد المستمر للذات والأحكام العشوائية دون بينات، لأننا في الغالب لاندرك أن اختلافنا لا يلغي أُخوتنا ولايعني أننا نخوض حربا ضد بعضنا البعض.
إن الذين يعتبرون لغة السياسة استثناءا من لغة الأخلاق سيخسرون الأخلاق والسياسة معاً، وتَخليق اللغة يفرض على الآخر أيا كان أن ينصت إليك وباهتمام لأن رقي اللغة من رقي الفكرة.
وَلَوْ شَاءَ رَبّك لَجَعَلَ النَّاس أُمَّة وَاحِدَة وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّك.
الأستاذ سيدي محمد ولد محم