الأستاذ السعد ولد لوليد
موريتانيا ليست ألمانيا... حذاري من الغرور و التهور و سوء التقدير .
أعلنت دولة الفوهرير الألماني أنها تمكنت من الوصول إلى نقطة إدارة الحرب مع الوباء و ليس القضاء عليه أو الانتصار عليه.
تلك ألمانيا سنام التقدم التكنولوجي و الذكاء الأوروبي و معين البحث العلمي و الإبتكار الغربي متقدمة 100 سنة على بلادنا و نظرائها من العرب و العجم .
حذرت منظمة الصحة العالمية في آخر إحاطة لها المجتمع الدولي المصاب و المهدد بكوفيد 19 ( الصيني الفرنسي) من التسرع في رفع قيود الوقاية من الوباء المجهول و المتحول بل و ذهبت إلى أبعد من ذلك فحذرت حتى من مجرد التفكير في تخفيف إجراءات الوقاية و الحجر الإجتماعي .
منظمة العمل الدولية هي الأخرى تدلوا بدلوها و تعلن عن فقدان 192 مليون وظيفة عمل في العالم جراء الجائحة الكونية كورونا الرهيب الذي يغزوا العالم و لم تتوصل البشرية لحد اللحظة لعلاج او لقاح له او ضده .
الإسكوا الغذائية تقدم حصيلة مرعبة متوقعة عن حصيلة الفيروس الإقتصادية و الغذائية و تقدر الخسارة و الكساد بحوالي 42 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي و نسبة سبعبن في المئة من تلك النسبة تتحملها إقتصادات الدول العربية مثلنا .
في ظل كل هذه التقارير و الإستنتاجات و التوصيات و التحذيرات يطالعنا رسميون موريتانيون بتصريحات حول إمكانية الخروج بحزمة تخفيفات للإجراءات ( الإحترازية) حسب ما تقتضيه (المصلحة و الظرف ) ! في إعلان ضمني غريب و سابق لأوانه و كاذب للنصر على الفيروس الذي أجبر الكون على الركوع له بأمر الله.
و حتى لا أطيل إنكم لستم " بهرقل و الكورونا ليس بزنطة " و حالة النشوة التي تعتريكم و التوثب لإعلان النصر ليست في محلها ولستم مؤهلين لها.
و أي سوء تقدير للموقف او للظرف او لإدارة الأزمة في الحرب مع الجائحة" تخفيفا لإجرات الوقاية " او سوء تقدير للحالة المرتدة من الفيروس ستتحملون جميعا و بدون إستثناء او تدافع للمسؤوليات كماهو ديدنكم مسؤوليتها الأخلاقية و الأدبية و الجنائية و الإنسانية و الدينية .
# أرواح شعبنا و سلامة أطفالنا و نسائنا و أهلنا في البدو و الحضر ليست مضمار او حلبة لإستعارض نجاحات الوهم أو عضلات هواة النصر و التبجيل .
إن من ترك الحزم ذل ورحم الله أمة عرفت حالها و قدرت أحوالها و حافظت على أهلها. مالها و مآلها .
الرائد لا يكذب أهله .