خبر وفاة علامة بلاد شنقيط اللغوي الشهير والبحاثة الواسع الاطلاع الشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي كما جاء في مجلة الضياء لصاحبها الشيخ إبراهيم اليازجي، في عددها الصادر في يناير 1905 وفيه ثناء عطر عليه وعلى دوره العلمي رحمه الله تعالى برحمته الواسعة. وهذا نص الخبر:
هو الباقي:
رزئت اللغة العربية بوفاة الأستاذ الكبير العالم المحقق الشيخ محمد محمود التركزي الشنقيطي الشهير، وقم أتم أنفاسه في الحادي والثلاثين من الشهر الغابر عن ثمانين سنة كان فيها مهوى أفئدة المريدين ومرمى أبصار المستفيدين. وكان رحمه الله من رجال الزهد والورع، قضى حياته منقطعا في منزله للمطالعة والتوليف. وكان آية في سعة المحفوظ، عارفا بأخبار العرب وأنسابها وأشعارها وأمثالها، مضطلعا بالغريب من لغتها، إلى ما كان فيه نسيج وحده، وما يعز أن يخلفه فيه أحد من بعده. إلا أنه لم يترك أثرا يذكر به سوى ما كان من تصحيحه لبعض كتب اللغة وأهمها كتاب المخصص لابن سيده، وله عليه تعليقات تدل على سعة روايته وبعد غوره. تغمده الله بفضله وإحسانه، وأفرغ عليه سحائب لطفه ورضوانه.
الباحث سيدي أحمد الأمير