نوافذ (نواكشوط ) ــ قال الأستاذ المصطفى ولد اكَليب إن تجربة التعليم عن بعد في بلادنا والتي أفرزتها أزمة "كورونا " ما تزال متعثرة ، ولا تعدو كونها مسكنات ، تثبت أن التعليم عن بعد في بلادنا ما زال يحبو .
ورأى الأستاذ لد اكَليب في مقابلة مع إذاعة موريتانيا ضمن برنامج منبر التعليم الذي يقدمه الزميل عبد المجيد إبراهيم أن هذا التعثر يرجع لجملة من الأسباب من أهمها : غياب التنوع في الأساتذة المختارين من قبل الوزارة لتقديم الدروس التلفزية والإذاعية ، حيث اختارت الوزارة وانتقت دون تنويع للمدرسين ولا تفاعل بينهم ، حتي أنها لم تنتظر خروج نتائج المسابقة التي أعلنت عنها لاختيار أساتذة لتقديم الدروس عن بعد ، يضاف لذلك غياب التفاعل اللازم داخل هذه الدروس ، بفعل اعتمادها التلقين ، واختيار توقيت غير مناسب لبث هذه الدروس نتيجة تأخره .
ولا تتوقف أسباب التعثر على الأساتذة والجانب الرسمي بل إن الأستاذ يرى أن الطلاب بدورهم ما زالوا يخشون سنة بيضاء ، ويعتقدون أن تعليق الدروس مرة بعد مرة هو نوع من التدرج لإعلان السنة البيضاء ، فهم بحاجة لمن يقطع عنهم هذا التردد والترقب ، الذي يمنعهم م متابعة الدروس .
وأكد الأستاذ ولد اكَليب أن لغة التدريس بدورها تشكل حجر عثرة في التعليم عن بعد أو في ما قدم منه حتي الان ، ذلك أن الأساتذة يمزجون في دروس المواد العلمية بين اللغة الفرنسية ــ التي هم متأكدون أن تلامذتهم لن يفهموا بها ــ ، وبين اللهجات المحلية ، وهو ما يعني أننا بحاجة لتجذير لغة التدريس وتحديدها داخل الفصل .
وعن ما إذا كان لهذه التجربة خصائص في بلادنا قال الأستاذ ولد اكَليب إن من أهم خصائصها أنها تبين حرص الجهات الرسمية على أن لا تكون السنة سنة بيضاء ، وتوفير الممكن ، وفي المقابل من خصائصها أيضا التقصير وخوض تجربة دون وسائل .
وفي رد على سؤال عن سبل إنقاذ هذه التجربة من الفشل قال ولد اكَليب : إن ذلك يمكن من خلال تنويع أساتذتها ، والمؤسسات التي ينتمون إليها ، لكي يحدث ذلك نوعا من التنافس بين الأساتذة وبين المؤسسات في ما بينها ، وأن يتم الإعداد الجيد للدروس المقدمة ، وتقدم في وقت مناسب يمكن للتلميذ أن يتابعها فيه ، والابتعاد في تقديمها بالطريقة التلقينية التي تجعل الأستاذ صوتا وحيدا في الفصل يستمع إليه التلاميذ ثم ينامون ، وأن يعلن عن حصص هذه الدروس وأسماء الأساتذة ، وتستخدم في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي .
وفي رد على سؤال عن تفسيره لغياب مدارس الامتياز عن خوض هذه التجربة قال ولد اكليب إن ذلك ربما يكون راجعا إلى أنهم لا يريدون خوض تجربة لا يتقنونها ، وهم من عرفوا بالإتقان في السياق الموريتاني .
وفي ختام المقابلة أكد الأستاذ المصطفى أنه ليس هنالك أحرص على التعليم من القائمين على تجربة التعليم عن بعد هذه ، لكن عليهم تطوير وسائل هذه التجربة ، وتنويعها ، وتوفيرها ، وأخذ الأمور بجدية ، وتقديم الدروس وكأن المدرسة ستعود غدا ، وأن الطلاب سيعودون وقد عوضتهم هذه الدروس عن بعد غيابهم عن الأقسام الواقعية ، وتقويم هذه الدروس والملاحظة عليها كي تكون كل درس بعد أخرى أحسن منها .