تعتبر موريتانيا من الدول القليلة في العالم التي عمدت إلى اتخاذ إجراءات استباقية للحيلولة دون انتشار وباء كورونا المستجد الذي انهارت أمامه أقوى الانظمة الصحية في العالم.
وحسب مكتب منظمة الصحة العالمية في انواكشوط فإن بلادنا تتوفر على كل المستلزمات الضرورية لمكافحة هذا الفيروس من تجهيزات ومختبرات طبية لفحص كل المشتبه بإصابتهم المرض.
وللإطلاع أكثر على الجهود التي يبذلها القطاع الصحي في هذا المجال أجرت الوكالة الموريتانية للانباء لقاء مع الدكتور الخليل ول اسحق مدير مركز عمليات الطوارئ الوبائية بوزارة الصحة أوضح خلاله ان الوزارة اتخذت إجراءات جديدة بعد ظهور الحالتين الأخيرتين حيث تمت تعبئة الطواقم الطبية للبحث عن مخالطي الحالة الأولى بالااضافة الى ركاب الرحلة التي جاءت عليها إحدى الحالتين المذكورتين وتكثيف البحث وحجز المخالطين والزيادة من وتيرة التحسيس وإغلاق الحدود ومراقبة كافه المنافذ.
وأكد في هذا الصدد أن مراكز العزل المخصصة للمصابين بالفيروس جاهزة في جميع انحاء البلاد وتم تزويدها بكافة المستلزمات الضرورية مع وجود طواقم طبية تتكون من أطباء وممرضين ومسؤولي تعقيم وسائقي سيارات اسعاف .
وأضاف ان من أبرز مراكز العزل المذكورة المركز الوطني لامراض القلب سابقا الي يتوفر حاليا على 14 سريرا ويمكن أن تزداد قدرته الاستيعابية لتصل الى 24 سريرا وتتناوب عليه ثلاث فرق طبيه، كما أن معظم المستسفيات الجهوية تتوفر على غرف مخصصة للحالات المعدية وهناك مخطط لتخصيص أماكن اخرى وتجهيزها اذا اقتضى الامر -لاقدر الله- أن ازدادت الاصابات وأصبح من اللازم حجز أعداد كبيرة من المصابين وظهور حالات حرجة تتطلب رعاية مركزة.
وبالنسبة لتعميم الاجراءات الصحية أوضح الدكتور الخليل أن هناك مخطط متكامل لدى الوزارة يهدف الى تزويد النقاط والمراكز الصحية بالمستلزمات الضرورية للتعرف على المصابين بالفيروس وعزلهم وتعقيم المناطق التي يتم حجزهم فيها.
وبين أن من أهم هذه المستلزمات أدوات الوقاية اللازم استعمالها من طرف الطواقم الطبية لتفادي العدوى أثناء التعامل مع الحالات كالقفازات والكمامات والبذلات الواقية وأدوات التعقيم.
وفي مجال الكادر البشري المختص أوضح مدير مركز الطوارئ الوبائية ان تكوين الكادر الطبي وربطه بالمستجدات في مجال الصحة من أبرز اهتمامات القطاع الصحي ومع ظهور هذا الفيروس تواصلت هذه التكوينات وركزت على مجالات مكافحة الاوبئة حيث شملت تلك التكوينات علاج الحالات الحرجة التي تتطلب الرعاية المكثفة والتعرف على الاصابات والتبليغ عنها ومعالجتها وتعقيم الادوات والوسط الصحي واستعمال وسائل الوقاية.
ودائما في اطار الاستعداد لهذا الوباء قال الدكتور إنه تم تقييم حاجيات النقاط والمراكز الصحية والمستشفيات من حيث الكادر البشري انطلاقا من الطاقة الاستيعابية والدور المطلوب من المركز او المستشفى.
وفيما يتعلق بالتجهيزات الطبية اوضح انه تم اقتناء بعض التجهيزات المخبرية لتأكيد الاصابة بالفيروس إضافة الى اقتناء اجهزة التنفس الاصطناعي للمستشفيات وبرمجة اقتناء البعض الاخر لما لهذه الاجهزة من اهمية لعلاج الحالات الحرجة من هذا المرض .
وفي مجال لامركزية هذه التجهيزات قال إن قطاع الصحة يتوفر الآن على مختبر متنقل يمكن إرساله -إذا دعت الضرورة- داخل البلاد لتوفير الفحصوص عن المرض.
وشدد الدكتور الخليل في نهاية اللقاء على أهمية التزام الاجراءات الوقائية من غسل اليدين بالماء والصابون وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطاس وتفادي لمس الوجه باليدين والابتعاد عن المصابين وعدم التجمهر والحد من التنقل وامتثال الاوامر في هذا المجال والتحسيس من أجلها.
مريم منت اباه
الوكالة الموريتانية للأنباء