من ذكريات الرحلة
الرئيس اعل ولد محمد فال يتحدث عن اردوغان والقرضاوي
المكان مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء .
الزمان 17 يوليو 2016
اعل ولد محمد فال بقامته الفارعةو اناقته المعهودة يخرج من قاعة الشخصيات الهامة الي قاعة المغادرة ، ويبدو انه قرر ذلك اعتمادا على التوقيت المبين في التذكرة لبدء عمليات تسجيل الركاب ،قبل ان يتفاجا بان تسجيل الركاب لم يبدا بعد ليبقى بقاعة المغادرة وامام الركاب الجالسين على مقاعدهم بقاعة المغادرة .
كانت اللحظة لحظة صدام عندنا في موريتانيا ، والتقدم للرئيس السابق قد لا يكون محبذا في الفضاءات المفتوحة وهوما قد يفسر حجم التغافل المذهل لدى ركاب الرحلة البريئة الذين لم يكونوا الا 150 موريتانيا
سارعت اليه مسلما ثم تقدمت الى السيدة المسؤولة عن التسجيل بالكونتوار وطلبت اليها ان تفتح التسجيل استثناء له بوصفه رئيس جمهورية سابق ، اعربت عن استعدادها بكل ادب ولكنها قالت ان المشكلة ان الطائرةلم تفتح بعد وحتي لو سمحت له بالدخول فسيكون مضطرا للبقاء داخل الرواق المفضي الي الطائرة واقترحت العودة الي قاعة الشخصيات الهامة اوالبقاء بقاعة المغادرة ،عدت اليه وابلغته فاثر البقاء واقفا بقاعة المغادرة وبقيت الي جنبه لقرابة الساعة في انتظارالافتتاح المتاخر وهي الفرصة التي أتاحت لي الاطلاع على مواقف الرجل المحنك من مختلف قضايا الساعة
كان موضوع الساعة المحاولة الانقلابيةبتركيا التي لم يمض عليها اكثر من يومين
سالته وهوالعسكري العارف بالانقلابات ومحاولاتها ومدير الامن لعقدين ورئيس الدولة لاحقا عن تقييمه لمحاولة الانقلاب التركية فقال : واضح ان المحاولة الانقلابية بتركيا لم تكن لتنجح لانها لا تحظى باجماع الجيش في ما يبدو والانقلابات التي لا تحظي بالاجماع لا يكتب لها النجاح ،ولكن النظام التركي للاسف يقول ولد محمد فال استخلص الدرس الخطأ من المحاولة الانقلابية حين سعى لتطهيرالجيش من غير المنتمين لحزبه في محاولة تعيد استنساخ التجربة الايرانية ، وتلك اشارات تنذر بالخطر اذ لا ينبغي ان يكون الجيش تابعا لمدرسة او ايدولوجيا واحدة وانما متملكا لعقيدة الانتماء لوطن واحد ...
.....
تناول الحديث الابعاد الاجتماعية و المصالح الخدمية المقدمة للموريتانيين بمختلف المطارات فقال ولد محمد فال ان كل الطائرات التي تتجه جنوبا تسوءخدماتها لغياب ثقافة الاحتجاج على نوعيةالخدمة ، وتختلف خدماتها حينما تتجه شمالا .
واستعرض ولد محمد فال البداوة وتاثيراتها علي نظرة الاخرين الينا وعلى ثقافة الاحتجاج وحتي على طريقة اداء الشعائر الدينية اعتمادا علي فتاوي معينة مضيفا اذكر في احدي المرات ان لقاء جمعني مع الشيخ القرضاوي في الطائرة اتيح لنا خلاله استعراض اشكالات متنوعة وقد كانت رؤاه عصرية واعية بحقائق الشرع ومتطلبات العصر .
رحم الله الرئيس اعل ولد محمد فال
من صفحة الدكتور الحسين ولد مدو