رسالة مفتوحة إلى السيد المدير العام للشركة الوطنية للكهرباء شمك
سيدي المدير :
جميل جدا أن تتكفل الدولة بتحمل فواتير الكهرباء لآلاف الأسر الفقيرة و لمدة شهرين ، مع تحمله تلك الصفة من حمولة صادمة تجعلنا نتساءل دائما من أوصل أولئك إلى وضعية كهاته لا يحسدون عليها في بلد يوصف بأنه قليل عديده ، و فير خيره ?! و لكن هذا مبحث آخر لست الآن في وارد الحديث عنه.
سيدي المدير العام :
أحسبكم تدركون معي أن تحديد الألف و مائتي كيلو وات كسقف أعلى للإستهلاك الأولي سنويا لم يعد ملائمة لتلبية الحاجات الضرورية للمواطن البسيط في عصر ازدادت ضروراته و فرض تحولا في أنماط الحياة بشكل عام ، و من ذلك ضرورة اقتناء الحد الأدنى من مستلزمات و وسائل العيش الكريم ،ذلك أن الظروف الحياتية في ثمانينيات القرن الماضي ليست هي ذاتها ظروف إنسان القرن الواحد و العشرين اللهم إلا إذالم يكن لهذا الإنسان _ تمشيا مع منطق شركتكم __ كرامة و شرف يخولانه الولوج لأبسط حقوق الآدمي المكرم بالفطرة قال تعالى :( و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
سيدي المدير :
إنكم بذلك التحديد ، لكأنما تستكثرون على المواطن أن يمتلك غير مصباح وضيع يضيئ عريشه، أو بيت حجره ، أو بيت مدره !
و الحقيقة الثابتة أن المواطن يستحق أكثر من ذلك و أكثر بكثير و كثير ، و هنا أرى أنه كان حريا بكم من أجل أن تتكامل خطوط الصورة و عناصرها أن تنصفوا أصحاب الإشتراكات من الدرجة الثانية و الذين لم يستفيدوا من أي تخفيض يذكر ، بل كان جرمهم الوحيد أنهم تجاوزوا ذلك السقف الهزيل و أصبحوا بقدرة قادر المغذي الرئيس لمداخيل الشركة دون مبالغة بحكم ما يسددونه من فواتير باهظة .
و في انتظار مراجعة عادلة و منصفة لميزان الإستهلاك ، و مرضية لكل الزبناء ، تقبلوا _ سيدي _ فائق الإحترام و التقدير
سيد بن اعليه .