فعلا التحقيق فى وفاة المواطنة الموريتانية-رحمها الله- تحتمه جنسيتها الأجنبية ، والممارسة الدارجة تؤكد ذلك ، فالموت عندنا سببه الموت ومن العته البحث له عن سبب خارج ذلك !
المؤكد أن تصريح الدكتور المسؤول عن متابعة مرضى الفيريس كان دقيقا وصادقا إلى أقصى حد ؛
فقد صرح عند سؤال عن ما إذا كان يؤكد أن سبب الوفاة هو ال كوفيد019 :
"لدينا تشخيص وأجرينا فحصا ، وحتى ثبوت العكس، هى توفيت بفعل كوفيد -19 "
وفى نفس السياق علق على احتمال وجود أسباب تعود لأمراض أخرى لما شعرت به الفقيدة من توعك :
"فى الوقت الراهن ولأن لدينا تفسير وجيه يفسر ما تعرضت له من توعك وأبعد من ذلك للوفاة ،فلماذا البحث عن شئ آخر ، لذلك نستغنى بهذا التفسير فى الوقت الراهن "
هو إذا ترك الباب مفتوحا لوجود سبب آخر غير ال كوفيد 19 حين استخدم عبارة :
"حتى ثبوت العكس"
كذلك حين استخدم تعبير :"فى الوقت الراهن " ، فإنه يكون قد ترك احتمالا لقول أو أقوال أخرى فى أوقات أخر، خاصة أنه لم يستبعد وجود أسباب أخرى للوفاة ، بل رجح السبب "الاستنتاجي" الذى اعتمدته الوزارة كسبب للوفاة .ما يترك المجال عند تشريح الجثة الذى قد يطلبه البلد الثانى للفقيدة ، بل وحتى يتم بمعرفته، إلى اكتشاف سبب آخر للوفاة.
عموما ستكون نقطة الضعف الأبرز التى سيكشف عنها أبسط تحقيق؛ هى التقارير اليومية التى تعد عن الحالة الصحية للخاضعين للحجز الصحي ،فمن المحتمل أن تكون فى بعض الأحيان أعدت على أساس مهاتفة القائمين على النزل التى يتم فيها الحجز عن ما إذا كان أحد المحجوزين قد اشتكى تحسسا أو وعكة ألمت به .
وفى أحسن الأحوال سيتكشف أن المراقبة الصحية لأولئك المحجوزين اقتصرت على أخذ درجات الحرارة لديهم بشكل يومي ،وأن إفادة الخلومن الفيريس فى نهاية الحجز قدمت دون إخضاع المستفيدين منها للفحص ،و كانت فى الواقع إفادة بعدم ظهور أعراض خلال فترة الحجر ليس إلا .
الأستاذ الجامعي والمحامي يعقوب السيف