نوافذ (نواكشوط ) ــ تجولت "كاميرا" نوافذ زوال اليوم الاثنين 30 مارس 2020 م في أسواق وشوارع العاصمة نواكشوط ، ومراكزها الحية ، وذلك بعد يوم من سريان قرار الحكومة بإغلاق الأسواق والمحلات التجارية والإبقاء على محلات المواد الغذائية فقط.
وبدت أسواق نواكشوط التي عهدها سكانه قلبا نابضا بالحيوية ، وكعبة لا تخلو من طائف ، بدت خالية من الزوار والمتسوقين على غير عادتها في مطلع الأسابيع العادية .
عند مداخل الأسواق المركزية ترابط سيارات الشرطة حارسة ومراقبة ، بينما تكفلت بعض بلديات العاصمة بتسيير دوريات من عمالها في الأسواق ليقوموا مقام رجال الشرطة ، كما هو حال سوق تيارت المركزي .
أحمد أحد تجار سوق الملابس بتيارت جلس غير بعيد من دكانه يرقبه كعاشق حرم لقاء حبيبته ، خاطب موفدنا والحسرة تبدو على محياه ما ذا ستعوضنا الدولة بعدما فرضت إغلاق محلاتنا التي كنا نعيل منها أسرنا ، استفهام يلقي شرعيته عند بائعة الخضار المجاورة والتي تمنت أن يعصمها الله وزملاءها من باعة المواد الغذائية من أن يطالهم الإغلاق في يوم من الأيام .
وغير بعيد من أحمد وفاطمة يعبر بائع المواد الغذائية امبارك عن استعداده لدفع الثمن في سبيل الوطن والمواطن ، معتبرا أن على من أغلقت محلاتهم أن يصححوا النيات لأنهم في جهاد ، وعلى ثغر من ثغور الوطن يرابطون عليه .
جهاد من نوع اخر ذاك الذي تشهده بوابات البنوك في العاصمة نواكشوط ، موظفون وزبائن يتقاتلون من أجل سحب شيكات يتوجسون خيفة من أن يأتي اليوم الذي يمنعون فيه من سحبها ، مشهد أثار حفيظة كثيرين ورأوا أنه يفرغ القرار الحكومي القاضي بإغلاق الأسواق من محتواه ، لأنه مقصد القرار الحد من التجمعات لمواجهة انتشار الوباء ، وهو ما لن يتحقق مع وجود "جهاد البنوك "هذا .
بعض من قابلنهم طالبوا الدولة بالتدخل لحل هذه المعضلة ، بتنظيم طوابير لزبائن البنوك تحترم السلامة ، كما هو معهود في كل البلدان التي عرفت الوباء .
يذكر أن السلطات الموريتانية قد شرعت منذ أمس في تطبيق القرار الصادر عن وزيري الداخلية والتجارة والقاضي بإغلاق الأسواق باستثناء أسواق المواد الغذائية ، للحد من التجمعات في هذه الأسواق ، في محاولة منها لمواجهة وباء كورونا فيريس .