عرفت الدكتور يحيى ولد كبد و هو بعد أستاذ للتعليم الثانوي، و عرفته عندما دفع به أصدقاؤه الناصريون إلى البلدية المربكزية في العاصمة، و كنت أشعر بنوع من الاعتزاز بأن هناك ابن مقطع لحجار في قيادة الحركة التي اعتبرني أحد أفرادها رغم قلة التكوين و انعدام الدور الذي أكلف به ..
في انتخابات 1987 ظهر الأستاذ مع الخال ، بحكم دعم الحركة له محليا ، ثم انتخابات 96 ، و كنت داعما في هذه المراحل .
ظل الدكتور غائبا عن الساحة المحلية حتى ظهر وزيرا ، و في وزارته قام ببعض الحركات لصالح بعض أفراد مجتمعه ، و لكن الانقلاب غير الأمر، فأصبح حاضر الاسم في عادل ، غائب الحضور في نشاطاته .
حاول بعضهم اتهامه بالسعي لدور اجتماعي عندما بنى منزلا بتصميم يوحي بالاستعداد للاجتماعات و كثرة الضيوف ، لكن ذلك لم يظهر منه ، و ظل كما هو التكنوقراطي المرتبط بالسياسيين من الأصدقاء الإخلاء.
في انتخابات 2018 البلدية و النيابية اتصل بي الدكتور بحكم علاقة التعارف و القرابة ،و طلب مني أن أساعد في دعم اللائحة الوطنية لحزبه، فعبرت له عن إكباري للاتصال و التفكير في الأمر، و لكن الحملة أظهرت كل علاقاته المحلية مندفعة في المسار و كل المساريين من محيطه يدعون لعادل ، و ظهر ذلك بارزا في النتائج في مقطع لحجار و جونابة .
كنا ننتظر من الإطار صاحب السمعة الطيبة ألا يقف موقفا سلبيا من الصراع الذي نشب في مجتمعه ، و أن يحاول الضغط على الطرفين بحكم علاقته بهما ، و لن أصدق مقولة بعضهم أنه غير قادر على التأثير على محيط العمومة و الخؤولة، و أنه فضل النأي رغم مستوى السقوط الذي وصل إلى آذانه في حق بعض أهله ، لأنني لا أقبل أن يتهم بالضعف و عدم الفعالية .
قصص كثيرة بلغتنا عن تخطيط من قائد الحزب و قائد الحلف الوزير المدير لتقديمه بديلا و حلا وسطا من أجل تقريب وجهات نظر مجتمعه ،و وقع ذلك عمليا بتعيينه في الحملة و في الديوان ، لكن غاب عن ذهن المخطط أن المواقف المبدئية لا تعرف الطرق الملتوية ..
لم نقل يوما إن الدكتور كان مساريا من أنصار ولد أجاي بمعنى الحضور و الدعاية و التمويل، لكن كل مؤشراته التي تؤشر عليه محليا كانت مسارية حتى النخاع..
القطرة التي أفاضت الكأس كانت اجتماع بوسويلف، عندما قدم رئيس حزبه بخيلاء و دون اعتبار للدكتور و المنتسبين لحزبه، رغم معرفته أنهم يفضلون القول بالنأي عن الخلاف ، و بات في مدينة مقطع لحجار، و ذهب جهارا نهارا إلى الاجتماع ، و لو أنه جاءه من لتفتار أو العاصمة لما تعلق الأمر بيحيى أو بغيره ..
خلاصة القول أن يحيى ولد كبد ليس عدوا لولد أجاي و لا حلفه ، و ليس صديقا للكرامة و لا هم يحزنون ، و هو وإن رأى نفسه أو من يذود عنه أمة وسطا ، فلا أدلة محلية تثبت ذلك، بل العكس، و هذا الموقف لا ينفي عنه صفة الكفاءة و استحقاق كل المواقع التنفيذية ، لكنه لا يمثل فيها الكرامة على الأقل ..