علي الرغم من اختلافي مع أراء وأقوال وأفعال رئيس مباردة انبعاث الحركة الانعتاقية "إيرا " الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيد ومبادرته أجدني اليوم اكتب عنه،حيث أنه يعاني آلام حادة في رجله اليمني،حسبما سرب من التقرير الطبي الذي أجرى له قبل عدة أسابيع من الآن.
بيرام تدهورت صحته يوم بعد يوم،وهنا فإنني مع عدم الزج بالتقارير الطبية للسجناء في اتون الصراعات السياسة،خصوصا و أن بيرام ولد الداه يكمل سنة خلف القضبان، ورفيقه الأستاذ إبراهيم ولد بلال لا لجرم اقترفاه غير أنهما شاركا في تظاهرة سلمية.
في يوم الثلاثاء 11 نوفمبر من العام المنصرم أوقفت وحدة من الدرك بقرية الشكَارة التابعة(15 كلم ) من مقاطعة روصو جنوبي البلاد، بيرام ولد الداه ولد اعبيد، رئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية غير المرخصة وناشطين آخرين من أبرزهم ابراهيم ولد بلال ولد رمظان، وخطري ولد الرحيل وجيبي صو،وجاء إيقاف ولد اعبيد رفقة ناشطين في الحركة، خلال تفريق الأمن لقافلة مناهضة لما أسماه منظموها بالعبودية الناتجة عن "الملكية العقارية"."
وقد منعت السلطات الأمنية منعت القافلة من الدخول إلى القرية، بحجة عدم الترخيص لها، وهو ما رفضه الناشطون في "إيرا" لتبدأ مواجهات بين الطرفين استخدم فيها الأمن الغازات المسيلة للدموع.
محكمة الجنح والحكم...
بدأت محكمة الجنح بعاصمة ولاية اترازه أواخر شهر دجمبر من العام المنصرم محاكمة بيرام ورفاقه ،وتوالت المحكمة في عقد عدة جلسات.
نطقت محكمة الجنح في روصو 15 يناير المنصرم بأحكامها ،حيث حكمت بسنتين نافذتين ضد بيرام ولد الداه اعبيدي ورفاقه.
في اليوم الموالي للنطق بالحكم نقل بيرام ورفاقه من سجن روصو إلي سجن ألاك عاصمة ولاية لبراكنه، ولايزال بيرام ورفيقه خلف القضبان في سجن ألاك منذ سنة، وسط دعوات حقوقية وسياسية من أجل إطلاق سراحهما. من المفارقة أن بيرام ورفيقه إبراهيم تمت محاكمتها بتهم واهية وأمام جهات قضائية غير مختصة،ومن بين التهم مثلا أنهما يتزعمان حركة غير مرخصة، رغم أن المجلس الدستوري زكى الأول للترشح لأعلى منصب في الدولة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة-حيث حصل على المرتبة الثانية- بعد الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، متفوقاً على نائبين، ورئيسي حزبين سياسيين لهما تاريخهما المشهود في الساحة السياسية الموريتانية.
بعد أيام من الآن يحتفل كل الموريتانيين بحدث تاريخي هام ،هو الذكرى الخمسة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني، أليس من الإنسانية أن يطلق سراح كل من الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيد ورفيقه ابراهيم ولد بلال ليحتفلا مع أهلهما بهذه الذكرى المجيدة،ليتسني لبيرام العلاج في الأخير،خصوصا وأنه يعاني من المرض، أليس من حقه ومن الإنسانية أن يتعالج،و أن يطلق سراحه؟
بقلم: عبد الرزاق سيدي محمد