قال مستشار الرئيس والوزير السابق الدكتور الشيخ ولد حرمة إن الرئيس ولد عبد العزيز لم يستشره في أي أمر طيلة إقامته في الرئاسة يشغل منصب مستشار بها ، مؤكدا أنه كثيرا ما أرسل رسائل للرئاسة يبين فيها رسائل لم يستشر فيها .
وأضاف ولد حرمة الذي كان يتحدث في مقابلة مع الزميل عبد المجيد ولد ابراهيم ضمن الحلقة الرابعة من حلقاته في برنامج "ضيف وحوار " أن الرئيس عزيز اتصل عليه بعد الانقلاب على ولد الطايع وطلبه بدعم سيدي ولد الشيخ عبد الله وإقناع هيدالة بالعدول عن الترشح ودعم سيدي مقابل منحه منصب الوزير الأول وعدة حقائب .
وقال الشيخ إنه بعد تلقيه هذا العرض شرح للرئيس أنه سبق وأن لقي سيدي وعرض عليه دعمه لكنه اعتذر له لأنه سبق أن أعطى عهدا لهيدالة ولا يمكنه التراجع عنه ، فأشار إليه عزيز بضرورة إقناع هيدالة بالعدول عن الترشح فقال له إنه لا يستطيع لكنه سيأتيه بهيدالة ليقنعه بذلك لكن هيدالة اعتذر عن العرض بعد لقاء جمعه بولد عبد العزيز في كتيبة الحرس الرئاسي في ساعة متأخرة من الليل .
وعن ما إذا كان أشعر زملاءه في المعارضة بجهود ولد عبد العزيز لدعم سيدي قال ولد حرمة إنه لم يشعر أحدا منهم بذلك لكنه قال لعزيز إن الدولة يجب أن تكون محايدة ورد عليه بأن الدولة لا تدعم أحدا وإنه هو يدعم سيدي شخصيا وله الحق في ذلك على حد تعبيره .
وأكد ولد حرمة أن العسكريين وأصحاب النفوذ ظلموا سيدي حين أقحموه في امر ليس مهيئا له ودعموه على حساب سياسيين كبار ناضلوا من أجل التغيير كمسعود ولد بلخير وأحمد ولد داداه .
وفي تعليقه على أسباب عدم حصول ولد هيدالة على رقم معتبر في هذه الانتخابات قال ولد حرمة إن الدولة استطاعت سحب البساط من تحت هيدالة بدعمها لترشح مختار صار الذي استطاع أن يكسب أصوات الزنوج الذين كان يعول عليهم هيدالة نتيجة علاقاتهم الخاصة به إبان حكمه .
الشيخ ولد حرمة قال إنه بعد خروج النتائح اتصل بعزيز وقال له وافيا بعهده ومقررا دعم سيدي في الشوط الثاني فاتصل عزيز بسيدي وربطه به لكنه اختفى عنه وأغلق عنه هواتفه ما دفعه ومجموعته لدعم ولد داداه بعد اختفاء سيدي .
واتهم ولد حرمة الوزير الأول السابق يحي ولد أحمد الوقف بالوقوف في وجه تعيينه وزيرا للصحة في حكومة سيدي الأخيرة بسبب أن العلاقة بينهما لم تكن ودية حيث كان يأخذه برؤوس الأصابع ...ويظهر له نوعا من التعالي ربما لعدم ثقته فيه ــ حسب تعبيره ــ
لكن ذلك يضيف ولد حرمة كان عصمة من الله لي تماما كما كان خروج سيدي من الحكم لصالحه بعدما أقال الجنرالات في وقت غير مناسب لتأتي ردة الفعل غير المناسبة أيضا بالانقلاب .
وفي حديثه عن انقلاب 2005م قال ولد حرمة إنه كان مطلبا شعبيا لأن الاحتقان بلغ ذورته ، فجاء المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية وشهدت البلاد قفزة نوعية من مجال الدستور ...إلا أن العمل الإنساني لا بد فيه من نقص حيث ارتكبت أخطاء من يبنها أن الانتخابات لم تجر في ظروف جيدة وتم من خلالها السطو على الشعب وإرادة الشعب ، وفرض عليه من لا يريده من قبل المجلس العسكري ...لتكون الانتخابات آنذاك طبخة سيئة الإخراج ...
وفي تعليقه على تناقضاته في مقالاته المادحة لولد عبد العزيز وتلك الهاجية له ، ومقالاته في المعارضة مدحا وهجاء قال ولد حرمة إن مقالاته في المعارضة في المعارضة وفي اعل كانت نوعا من المداعبة القوية ، وخبث السياسة يقتضي أن تتقول في لحظات الصراع ...
أما ولد عبد العزيز يقول ولد حرمة فقد اقنعني أنه يريد الإصلاح ...وحاول ذلك في السنتين الأوليين من حكمه التي كانت سنوات عمل ولم يظهر منه فيها إلا شيء طيب وذهبت معه بكليتي ليصلح البلد ...وقد يكون ذلك سذاجة مني فمدحته بقلمي لأني لا أملك سوى قلمي وهذا ما فعلته ...لست فقيرا ولا متسكعا اريد وظيفة ولا نكرة أريد أن يعطيني مكانة اجتماعية ...تبين لي أن ولد عبد العزيز جاء للإصلاح ودعمته بكل ما أوتيت ...حدثت قطيعة بيني وبين أهلي ...بعد ذلك أحاطت بعزيز جماعة وأفسدت عليه الأمور وزجت به في طرق ليست سليمة فكان ما كان في المسار الحانوتي .
وأكد ولد حرمة أن سلسلة مقالات المسار الحانوتي لم تكن استهدافا لولد محمد الأغظف ولم تساهم في الإطاحة به بل إن ولد محمد الاغظف ربما كان راغبا في الاستقالة ولا أعلم عليه سوءا .
وعن ما أشيع من فساد طبع تسييره لوزارة الصحة أيام تربعه على عرشها قال وزير الصحة السابق إن الأمين العام للوزارة آنذاك مصطفى سدات عرض عليه سبعة ملايين يوم مجيئه للوزارة قائلا إن إكرامية تم التعارف على أن تمنح للوزير يوم مجيئه ، فرفض استلامها وقال له معاذ الله .
وشدد ولد حرمة على أنه لم ينتفع أي من عائلته من الوزارة وخرج منها بأيادي بيضاء ويتحدى من يقول إنه تعامل معه على أساس رشوة ...لكني يضيف ولد حرمة "جئت لأصلح فاصطدمت بمصالح الأطباء الذين لا يحترمون ساعات الدوام ويتقاضون رواتب لا يقدمون للدولة مقابلها خدمة " .
وعن تفسيره لأسباب إقالته من الوزارة قال ولد حرمة إنه كانت إقالة مفاجئة لانه لم تكن لها بوادر ولم يؤنبه ضميره لأه لم يفعل شيئا يستدعي الإقالة .
وفي رده على سؤال عن أسباب فك الارتباط بين حزبه والحزب الحاكم ثم انضمامه للمنسقية بعد ذلك قال ولد إنه فعل كل ذلك في ثورة "هاشمية " انتصارا لقبيلته بعد ما أخبره أشخاص بأن الرئيس شطب على اسمه من لائحة المترشحين لمجلس النواب وقال إن قبيلته لن يدخل منها أحد البرلمان وهو ما أثار حفيظته لأنه يعتبر أن رئيس الدولة ينبغي أن يكون على مسافة واحدة من جميع القبائل ..فجاءت ردة الفعل بالانسحاب من الحزب وفي المسار الحانوتي لاحقا .
وأضاف ولد حرمة " لم أكن أطمح لأكون نائبا برلمانيا وفي مرحلة معينة ربطتني علاقة طيبة برئيس الحزب الحاكم محمد محمود ولد محمد الأمين واقترح علي أن اكون على رأس لائحة الحزب الوطنية في النيابيات فقلت له إنني لا أطلبها لكن إذا حكم علي الحزب بها أقبل ..وبعد خروج اللوائح خرجت بدون اسمي وصوت عليها مع المكتب التنفيذي ، وبعد هذا التصويت اتصل بي رئيس الحزب معتذرا عن نفسه وقال إن الرئيس والوزير الأول هم من حذفوني من اللائحة .."
وفي تعليقه على الأحاديث التي نقلت له عن الرئيس بخصوص الهجوم على قبيلته قال ولد حرمة " تبين لي أخيرا أن القضية دخلها شياطين لإفساد العلاقة بيني والرئيس ...لأنني كنت بالإمكان ألا أرشح ولا يفسد الأمر للود قضية " .
وفي نهاية المقابلة أبدى ولد حرمة رأيه في مجموعة من السياسيين الموريتانيين وكان هذا الرأي على النحو التالي :
أحمد ولد داداه : نعم الرجل قضيت معه ثمانية وثلاثين ليلة في غرفة واحدة وهو رجل عابد ...
المختار ولد داداه : لا أعرفه معرفة تمكنني من الحكم عليه لكنه ظلم والدي في مذكراته وما قال عنه فيها لا أساس له من الصحة .
هيدالة : اكن له الكثير من الاحترام والتقدير ...وله ماضي حكم قاسي كفرت عنه توبته منه .
معاوية : كان رجلا وطنيا ...وارتكب أخطاء فادحة في بلده ...يحب موريتانيا ...
اعل : أدار المرحلة الانتقالية وفق في بعضها ولم يوفق في البعض الآخر .
ولد عبد العزيز : رجل فيه طيبوبة فطرية وليس خبيثا ...لكن بطانته أوقعته في كثير من الأخطاء والمشاكل وحين يتخلص منها يكون رجلا طيبا.
مولاي ولد محمد الأغظف : ما علمت عليه من سوء