نفى الرئيس الدوري لأحزاب المعاهدة رئيس حزب الصواب عبد السلام ولد حرمة معارضة مسعود لمبادرتهم الأخيرة لإنقاذ الحوار وتقريب الهوة بين المعارضة والنظام ، مؤكدا أن هذه المبادرة تتأسس على مبادرة مسعود ورسالة بيجل .
وقال ولد حرمة الذي كان يتحدث في برنامج "تلى اسكوب " على قناة شقيط إنه مقتنعون أن الحوار لا يمكن أن يكون دون مشاركة المنتدى .
ولد حرمة أكد كذلك أن مرجعية حزبه تتبنى الحوار وترفض الفوضى والفتن كطريق للتغيير الحكم ، وأن مبادرتها التي تقوده الآن للتقريب بين الأغلبية والمنتدى مرجعتها فيها مبادرة مسعود ورسالة بيجل ، وهي المبادر التي رحب بها أغلب مكونات المنتدى وأكد استعداده للتجاوب معها .
ورفض ولد حرمة تسمية أطراف المنتدى التي تحفظت على المبادرة مؤكدا أن ذلك يجب أن يبقى سرا لكنه يؤكد أن أغلب مكونات المنتدى الوطني مستعدة للحوار ، وتعلق آمالا كبيرة على جهود المعاهدة رغم الإحباط الذي تعانيه بعض مكوناته .
وفي رده على سؤال هل تعيش موريتانيا أزمة قال الرئيس الدوري للمعاهدة إنها بالفعل تعيش أزمة تتمثل في قطع جزء من المعارضة الصلة مع السلطة ، وهو ما يسعون لحله من خلال مبادرتهم الأخيرة .
ولد حرمة قال إن المعاهدة ليست وسيطا في الأزمة وإنما طرفا من أطراف المعارضة لكنها مقتنعة أنه لا حوار دون المنتدى ، ولذلك طلبت تأجيل الحوار ووافق الرئيس على هذا التأجيل بعد لقاء جمعه بالمعاهدة في الثالث والعشرين سبتمبر الماضي .
وأكد عبد السلام أنهم غاضبون على النظام لكن ذلك لا يمنعنهم من التواصل معه ، وكل المؤشرات والقرائن والأدلة تدل على أن هنالك فرصا جيدة للحوار
ونفى ولد حرمة أن يكون الرئيس أعطاهم تنازلات غير موافقته على توقيف المسار الأحادي للحوار
وأكد موريتانيا تعرف اختلالا في ديمقراطيتها ، وضعفا في أداء أحزابها التي لا تملك سوى الكلام فقط .
وفي بداية الحلقة تحدث القيادي البعثي ورئيس حزب الصواب عن تاريخه مع البعث قائلا إن نصيب القوميين من النضال كان كبيرا وإنهم الحركة الوحيدة التي ناضلت ضد الأحكام الاستثنائية العسكرية في موريتانيا وانعقدت لها محكمتان وبالتالي لا معنى لنظرية احتكار النضال التي تتبناها بعد الأطراف السياسية ــ في إشارة إلى الإسلاميين " .
وعن سر اعتناقه للفكر البعثي الذي يتزعمه مسيحيون وهو ابن مشيخة وسليل العالم والولي الصالح حرمة ولد عبد الجليل قال ولد حرمة إن البعث تيار فكري موغل في المنابع الدينية ، وهو نبتة أصيلة في ثقافتنا العربية الإسلامية ، مؤكدا أن محاضرات مؤسسه المسيحي ميشل عفلق هي التي قادته إلى اعتناقه .
وأضاف ولد حرمة الذي كان يتحدث في برنامج "تلى اسكوب " على قناة شنقيط أنه لم يحظ بارتباطات تنظيمية بالقيادات التاريخية للبعث في موريتانيا كمحمد يحظيه ولد ابريد الليل ودفالي ولد الشين ، وأن مؤطره المباشر كانت كتب فيلق إلى جانب الاستاذ يحي ولد عالي .
وفي رد على سؤال عن عجز البعثيين عن الوصول للسلطة عن طريق الديمقراطية قال ولد إن الديمقراطية كتوجه لم توصل أي طرف للسلطة في البلاد العربية ، وأن من يتوهمون أنهم وصلوا للسلطة عن طريق الديمقراطية في البلدان العربية يمكن مناقشتهم في ذلك .
وتحدث رئيس حزب الصواب عن نضالات زعماء البعث في البلدا العربية معتبرا أن حزب البعث هو الحزب الوحيد الذي أزيل حكمه بالدبابات الأمريكية ...وتوجهت هذه الدبابات مباشرة إلى قبر مؤسسه ميشل عفلق في العراق بعد دخولها له لاجتثاثه ، لأنه كان نقيضا للامبرالية وحلفائها ، والذين واصلوا على خطى عفلق كالشهيد صدام حسين أثبتت الأحداث أنهم مخلصون لوطنهم ودينهم رغم حملات الشيطنة واحتكار النضال التي رسخها الاعلام الفراكفوني الفرنسي وأتباعه ،ورمت البعثيين بمعاداة الديمقراطية والتحالف مع العسكر مع أنهم في موريتانيا كانوا أصحاب أول حزب حظر وهو حزب الطليعة وآخر حزب حظر وهو حزب النهوض .
وفي تعليقه على الانسحابات التي شهدها حزبه وهل كانت تعني أن البعث لا يعيش إلا باستنشاق عبير العمل السري قال ولد حرمة الترحال حالة طبيعية في الأحزاب السياسية الموريتانية ربما أخذوها من طبيعة الموريتاني الرحال ...
وعن سر عدم حضور زنجي في جمهور الحزب الذي حضر قال عبد السلام إن حزبه لكل الموريتانيين ، لكن هنالك من تلاميذ إذاعة فرنسا الدولية من يريد شيطنته لأنه يبغض الفرنسية ، وفي طريقه إلى هذه الشيطنة يطلق شائعات عن تصفية ضباطه للزنوج سنة 1989م مع أنهم كانوا آنذاك ما بين مسرح ومسجون .
وانفعل ولد حرمة وهو يتحدث عن علاقتهم بالزنوج قائلا إن سكان الضفة خاصة من الزنوج هم من دافعوا عن اللغة العربية ، وحملوا لواء الدفاع عن القضايا الوطنية عكس ما سماها النخبة المنتفعة من سكان الشمال المدافعة عن مصالح فرنسا والمتحالفة مع الإعلام الفرنسي ، وهي نخبة تختطف موريتانيا .
وفي سؤال عن موت الأيديولوجيا قال ولد حرمة إن الأديولوجيا لا تموت الا بموت الإنسان ...وإن الربيع العربي غير موجود ، وإنما هو موجود فوضى خلاقة انتهجتها آمريكا لتدمير الأمة العربية وترويج فلسفتا .
وعن رأيه في ما يجري في سوريا قال عبد السلام إنهم مع سوريا دولة وجيشا ونظاما ، ويقفون ضد تدميرها واحتلالها وفرض الحصار عليها ، وليسوا مع التكفيريين والإرهابيين الذين صنعتهم قطر .
وأضاف ولد حرمة إن دولة قطر لا يمكن أن تكون نموذجا في الديمقراطية لأن أميرها انقلب على أبيه وليس فيها أي مظهر من مظاهر الديمقراطية ، عكس سوريا التي انطلقت منها كل الأفكار التحررية ، وتاريخها يعود إلى سبعة آلاف سنة قبل الميلاد .