تميزت السهرة الختامية للنسخة الثانية من مهرجان ألاك للثقافة والفنون بفقرتين نالتا إعجاب الجمهور وخطفتا الأضواء في مهرجان كادت السياسة أن تغتصب فيه الثقافة .
الموريتانية التي رسمت خماسية العلم المغربي
الفقرة الأولى من هاتين الفقرتين كانت فلما وثائقيا تناول حياة الأميرة البركنية خناثة بنت بكار المغفري ، حيث عرض الفلم أبرز مراحل حياتها ، ودورها العلمي والسياسي بالمغرب ، حيث كانت أول امرأة تتولى الوزارة بالمملكة المغربية الشقيقة ، واستطاعت نقل العاصمة المغربية آنذاك من فاس إلى مكناس ، وإليها ترجع بعض الروايات أولية رسم الخماسي الذي يتربع وسط العلم المغربي .
اخناثة عالمة وفقيهة وأديبة وسياسية بركنية أحسنت القراءات السبع، وكانت عالمة بالحديث، متصوفة، وهي زوج ومستشار المولى إسماعيل ووالدة السلطان عبد الله بن إسماعيل. تولت تربية ورعاية حفيدها السلطان محمد بن عبد الله.
يوم أهدى البركنيون الفقه والجمال لسلطان المغرب
حين غزا السلطان إسماعيل صحراء سوس سنة 1089 هـ، قدمت عليه وفود العرب من عرب المعقل الذين أدوا طاعتهم، وكان في ذلك الوفد الشيخ بكار المغافري البركني والد الحرة خناثة التي أهداها إلى السلطان فتزوجها ووصفها الناصري؛ بأنها كانت ذات جمال وفقه وأدب.
وقد استطاعت خناثة أن تتميز وسط البلاط العلوي بحظوتها العلمية والفقهية وبنسبها المغافري، التي تنحدر منه أيضا أم السلطان إسماعيل "للا مباركة"، فتشربت تربية القصر، ففيه تعلمت وتثقفت، يذكر القادري في كتابه نشر المثاني، أن الشيخ أبي عبد الله محمد المكي الدكالي هو الذي كان يصحح لها اللوح الذي تكتبه بيدها لحفظ القرأن.
توفيت في جمادى الأولى عام 1159 هـ ودفنت بروضة الأشراف من المدينة البيضاء بفاس الجديد.
الفلم لقي تقبلا كبيرا في صفوف الحضور الذين صفقوا بحرارة له .
الرئيس ورقصة الناموس
الفقرة الثانية التي حظيت بإعجاب الساهرين في الليلة الختامية من مهرجان ألاك هذه السنة كانت رقصة الناموس ، وهي رقصة تقليدية لها رمزيتها في المنطقة التي تعرف بكثرة "الناموس " ، وتكون بين فريقين أحدهما نسوي والثاني رجالي يتباريان في الرقص على طريقة الباعوض ، وقد مثل الفريق الرجالي رئيس المهرجان الفنان الشاب اعل سالم ولد اعلي الذي أظهر براعة في الرقص على الطريقة الناموسية .