فكرت وزارة التعليم كثيرا وقدرت، قلبت مشكلة التعليم على كل الأوجه ورتبت الأولويات ثم قررت.
لم تتذكر أن جل المعلمين والأساتذة تعلموا في آدواب حيث يحشر تلاميذ المدرسة من السنة الأولى إلى ختم الدروس الإبتدائية في حجرة واحدة، أو حجرتين، لديهم معلم واحد او معلمين، ولا يكون هذا المعلم قادرا على التدريس باللغتين العربية والفرنسية، وفي الغالب لا تتوفر لديهم مقاعد في الحجرات، ولا أبسط مقومات التكوين المدني.
لم تتذكر وزارة التعليم أن مئات المعلمين والأساتذة يقبضون رواتبهم دون تقديم أي خدمة، وأن عددا آخر منهم يتفانى في عمله فلا يجد تشجيعا ، وإنما يرمى إلى أبعد نقطة على الحدود في ظروف سيئة، لا لشيء سوى أنه معارض للنظام القائم، أو المنظومة التراتبية الظالمة برمتها.
فكرت وزارة التعليم وقدرت ، لكنها لم تفكر في مشكلة التعليم، فلا تظلموها أو ترموها بالغباء أو الإفلاس الفكري، إنما فكرت في إبداع جديد لم تسبق إليه ، للمساهمة في إلهاء المواطنين عن مشاكلهم الكبيرة والتي على رأسها إصلاح التعليم.
قرروا ماشئتم، لكن البلد ينزف.
نقلا عن صفحة الكاتب