قال الوزير السابق الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد ببانة إن الرئيس محمد خونة ولد هيدالة كان جاهلا كل الجهل بما يدور في الدولة أيام حكمه لها وكان "يوكل بأيدين ماهم أيديه " ، وأقحمته بطانته السيئة في أمور هو منها بريء وارتكبت باسمه جرائم لا علاقة له بها ، وهي براءة شفعت له عند أعدائه الذين كان الوزير واحدا منهم فدعموه حين ترشح سنة 2003م للانتخابات الرئاسية .
وأكد وزير الصحة السابق أن حملة هيدالة كانت مخترقة من الأمن والمخابرات الطائعية وهو اختراق زرع الشقاق بين هيدالة وأبرز داعميه كمحمد يحظيه ولد ابريد الليل وإسماعيل ولد اعمر ودفالي ولد الشين ...وكانت عناصر المخابرات تفشل بنصائحها لهيدالة خططه النضالية حيث أقنعته بالعودة من اختفائه يوم الاقتراع ليعتقل ، وأقنعته بضرورة منافسة ولد الطايع مع أن انسحابه سيكون له الأثر الأكبر لو وقع ، وقال هيدالة إن مدير حملة ولد الطايع آنذاك رئيس السلطة العليا للصحافة حاليا أخبره آنذاك بأنه وجد حرجا كبيرا في إعلان خطة "ابراك " التي لفقتها المخابرات واتهمت فيها هيدالة وأنصاره بالتخطيط لإثارة الشغب .
وأضاف الوزير الذي كان يتحدث في برنامج "ضيف وحوار " الذي يقدمه الزميل عبد المجيد ولد إبراهيم على قناة شنقيط أنه جاب إفريقيا طلبا للدعم لهيدالة لكن الزعماء الأفارقة أحجموا عن دعمه نتيجة علاقتهم بالمغرب وولد الطايع .
وفي رده على سؤال عن ما إذا كان علم بالانقلاب على ولد الطايع قبل وقوعه قال ولد حرمة إنه لم يكن على علم به رغم أنه أخبر الشيخ محمد الحسن ولد الددو أن معاوية لن يعود من سفره إلى السعودية فرد عليه الددو بقوله "جعلها ربي حقا " فاستجاب الله دعاءه ولم يعد معاوية من سفره وحدث الانقلاب .
وقال ولد حرمة إن الشيخ محمد الحسن ولد الددو شكا له حين زاره يوما قبل الانقلاب سوء ظروفه في سجن "بيلا " وقال له إنه مسجون في غرفة صغيرة كانت مرحاضا وسقط نصف سقفها ، وأنه يضطر إلى نضح السجاد كلما أراد الصلاة ، ويغطي فمه والإناء بثيابه حين يريد الأكل أو الشرب .
وعن تفاصيل سعيهم لتأسيس حزب يلم شمل الداعمين لهيدالة قال ولد حرمة إن الخلاف بين البعثيين والزنوج منعهم من الاجتماع في الحزب وأدى في النهاية إلى انسحاب البعثيين واحتفاظهم لأنفسهم بالاسم الذي كانوا قد اقترحوه قبل ذلك ليكون اسما للحزب وهو "الصواب " .
وعن حقيقة دعمه لصالح ولد حننا في محاولته لإعادة الكرة سنة 2004م قال الشيخ إن صالح اتصل به بعد انقلاب 2003م من مالي وأخبره بتفاصيل خططه للإطاحة بولد الطايع واكد له أنه لا ينوي تولي السلطة وأسهب في توضيح نيته القيام بأعمال أخرى ضد ولد الطايع ...يقول ولد حرمه فعبرت له عن دعمي وأرسلت له مبالغ مالية معتبرة على دفعات وكنت أقيم على شؤون المسجونين من زملائه .
وعن سبب تبرئه أمام المحكمة من هذا الدعم لصالح الذي يقر به اليوم قال حرمة إن ذلك كان واجب اللحظة السياسية ولا يعتبر كذبا ولا إثم فيه شرعا .
وقال ولد حرمة إن مرافعته أمام محكمة واد الناقة كانت مرافعة وعظية اعتمدت على الاقتباس من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وأثرت تأثيرا بالغا في نفوس القضاة خاصة القاضي الرئيس والمدعي العام وساهمت في تبرئتهم التي ضغطت فرنسا من أجل حصولها حيث رفض الرئيس الفرنسي "شراك " لقاء معاوية حتى يطلق سراحهم ، فتم إيقاظهم السادسة صباحا ونقلوا للمحكمة في الوقت نفسه كي يتسنى للقضا النطق بالحكم قبل موعد لقاء معاوية بشراك في السينغال .
وفي تعليقه على اتهامه في المرافعة لولد الطايع بالعنصرية قال ولد حرمة إن كل الأنظمة التي حكمت موريتانيا كانت عنصرية بل إن العنصرية متجذرة في بنية المجتمع الموريتاني ومن أبرز تجلياتها ما يعيشه لحراطين من تهميش ، وعن أثر القوانين في القضاء على هذا التهميش قال حرمة إ القوانين في بلادنا لا فائدة فيها لأنها غير مطبقة .