مدير الوكالة الموريتانية للأنباء المساعد : لا يمكن بأي منطق القول إن عشرية عزيز خلت من الأخطاء

اثنين, 22/07/2019 - 19:53

نوافذ (نواكشوط ) ــ قال المدير العام المساعد للوكالة الموريتانية للأنباء سيدي محمد ولد معي إنه لا يمكن  بأي منطق القول  إن عشرية الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلت من الأخطاء فالفعل البشري بطبعه معرض للخطأ ،.

وأضاف ضمن مشاركته في نافذة موقع نوافذ لتقييم حكم الرئيس ولد عبد العزيز إن من أخطاء الرجل رفعه لشعار  تجديد الطبقة السياسية ، معتبرا أن ذلك أوقعنا في أخطاء من قبيل تلك التي أوقعنا فيها إصلاح 79   للتعليم .  

وهذا نص مشاركة ولد معي في نافذة "حكم ولد عبد العزيز " : 

مهما تَقَوَّل البعض منا فإننا على دراية تامة بالوضعية التي كانت تعيشها موريتانيا قبل استلام رئيس الجمهورية زمام الأمور ،نعرف تلك الفترة بتفاصيلها المملة بكل حسراتها وإخفاقاتها وتعثراتها، ولا حاجة لاجترارها فالتاريخ كفيل بذلك ...فما يهمنا في هذا السياق هو تحديد الجبهات التى كانت الشغل الشاغل للرئيس في هذه العشرية المثمرة...
 لن نتعب أنفسنا كثيرا فكتاب الواقع مفتوح أمامنا،وما علينا إلا أن نحسن التهجي،وهنا لا اخاطب من ابتلاهم الله بعمى الألوان ،بل اعني بخطابي أصحاب الرؤية الكاملة والبصيرة الثاقبة...

لا خلاف أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قاد البلاد في عشرية هي أخطر عقد من الزمن مر بالبشرية عمومابعد الحرب العالمية الثانية،وأكثر من ذلك كان ربانا ماهرا جَنَّبَ بلادنا الغرق في موج متلاطم عصف بكيانات عربية عريقة،و صيف ماحق  مازالت الأمة العربية حتى الآن تدفع ثمنه...ليس هذا فحسب بل قد حول عشريته إلى عشرية مثمرة، كان محاربا على   جبهات مختلفة ،جبهة الإرهاب وجبهة بناء جيش قوي ، وكسب  رهان هذه المعركة ، وجنى الموريتانيون ثمارها أمنا وسلما...
كان محاربا على جبهة التنمية في زمن الأزمات المالية وانهيار الأسواق وموجات الجفاف،لكن مع ذلك انتصر الرئيس وترك للموريتانيين دولة لها مرافق الدولة العصرية ومؤسساتها من تأمين للوثائق إلى المطار إلى الطرق إلى عشرات المستشفيات إلى مئات المدارس إلى الجامعة إلى الكليات المختصة إلى المقاطعات الجديدة ، إلى توزيع الأرض...إلى الاستثمار في الإنسان الموريتاني ووكالة التضامن تمثل  نموذحا  حيا ،والدعم الحكومي للمواد الأولية نموذج آخر لا يقل أهمية عن الأول...
هناك مشهدان  يكفيان وحدهما كشهادة من الواقع وهما واجهة  انواكشوط ، وواجهة مثلث الأمل اليوم ، إنهما يختزلان في رمزيتهما كيف حدث هذا التحول المذهل؟
وعلى الجبهة الخارجية وبالتوازي مع التحصين الأمني تحولت موريتانيا إلى رقم صعب في المعادلة الدولية على المستوى الإقليمي و العربي والأفريقي والدولي،لم تعد موريتانيا ذلك الغائب المُغيَّب، ولم تعد موريتانيا ذلك النعت التابع للمتعوت الكبير،فقد فرض الرئيس السيادة في أبهى صورها ومعانيها...
هذه هي البصمات الحضارية لرئيس الجمهورية...
وهذه هي مكاسبنا في  العشرية المثمرة ....
وبالمقابل لدينا من الشجاعة ما يجعلنا نقول إن لدينا اخفاقات
 فلا يمكن بأي منطق كان أن نقول  إن هذه المرحلة خلت من الأخطاء فالفعل البشري بطبعه معرض للخطأ ،لذلك أرى أن شعار  تجديد الطبقة السياسية اوقعنا في أخطاء من قبيل تلك التي أوقعنا فيها إصلاح 79   للتعليم فلا نحن حصلنا على جيل معرب ولا جيل مفرنس لقد حصلنا على جيل هجين ،تماما لقد أراد الرئيس أن يغير الطبقة السياسية وبنية سليمة لكن ينبغي علينا أن نعترف أن الواجهة الجديدة للسياسة والإدارة تفتقد التجربة السياسية والخبرة الإدارية، وآلت في النهاية إلى خلل بنيوي في الجهاز الإداري وظهور بعض "المستنبتات" السياسية التي تفتقد العمق الإجتماعي والتجربة و الكفاءة وفي أحابين تفتقد إلى طهارة اليد.
وهذه من المستعجلات التي ينبغي لمشروعنا الوطني في نسخته الجديدة أن يعالجها معالجة صارمة ،هناك طبقة جديدة تفرض نفسها على السياسة ولا علاقة لها بالسياسة وتفرض نفسها على الإدارة ولا علاقة لها بالإدارة...وبعبارة واحدة نحن بحاجة لإصلاح جذري على مستوى الإدارة،
بعد استكمال المرافق الضرورية للدولة الحديثة، ينبغي أن تكون الفلسفة التنموية الراهنة تتجه إلى الإستثمار في الإنسان كهدف ووسيلة،ينبغي لرهاناتنا المقبلة أن تأخذ طابعا اجتماعيا يركز على الجوانب المختلفة لتنمية إنسان هذه الأرض والذي منحه الله من أسباب الرفاه ما يجعله يعيش حياة كريمة.
وفي هذا السياق يكون من الضرورة بمكان الشروع في إصلاح اجتماعي يعزز وحدتنا ويقوي لحمتنا ويذيب الفوارق المختلفة بين فئاتنا الاجتماعية ...

 

ملاحظة من التحرير : نلفت عناية قرائنا الكرام أن نافذتنا على حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز مفتوحة لغاية انتهاء مأموريته ، وتتم المشاركة فيها عبر الإجابة على ثلاثة أسئلة هي : ما أهم ما أنجز في العشرية الأخيرة ؟ ما أكبر خطأ ارتكب فيها ؟ ما أهم ما ينتظر في المرحلة المقبلة ؟ . 

الراغبون في المشاركة ما عليهم سوى إرسال مشاركاتهم مع أسمائهم الكاملة ، أو الدخول في النافذة بأعلى الموقع وكتابة المشاركة مباشرة إذا كانوا يتكتمون على أسمائهم .