بما أنني أحد المهتمين بما تبثه قناة المحظرة ..أجد نفسي أحد أبرز المتضررين مما آلت إليه الأمور في المحطة خلال الفترة الحالية كما لاحظ ذلك متابعوها بالتأكيد
فمنذ فترة كانت المحطة تعتمد بث كراسي علمية مباشرة يدرس فيها العلماء والفقهاء مختلف "المتون الأساسية التي تدرس في المحاظر الموريتانية، فيجد طلاب العلم ما يروي ظمأهم ويبل صداهم على اختلاف مشاربهم وتنوع تخصصاتهم من تدريس ومراجعة لتلك المتون فتارة تكون الحلقة خوضا في شتى علوم القرآن بحثا وتفصيلا حسب المتن والتخصص وتارة تطالعك العلوم الشرعية فقها وأصولا ومقاصد شرعية و"تقر الأبصار" وتشنف الأسماع بسيرة خير البرية صلى الله عليه وسلم وما تنطوي عليه من قصص أو معاني ودلالات ،لتنهل بعد ذلك من زلال لغة الضاد نحوا وصرفا وبلاغة .كل ذلك من خلال طريقة التدريس المعروفة في المحاظر من ألف الكتاب إلى يائه.
واليوم ينشد المهتمون بالموضوع والمشاهدون حينما يرجعون البصر كرتين في المادة المبثوثة الآن
أمربع الغصن ذا أم تلك أعلامه؟ ..لا هو هو والأيام أيامه
كل ما هنالك هو إعادات مستمرة لحلقات قديمة وجلسات بعمر من يتمكن الآن من المشي على اثنين. وهنا يحق لنا أن نتساءل أين المتون في قناة المحظرة؟ ولما ذا توقفت تلك الكراسي العلمية ؟
بالتأكيد ليست المشكلة في السادة الأجلاء فهؤلاء مستعدون لبث العلم في "صدور" من يرغب .لذا على الجهات المعنية بالأمر أن تصحح الوضع وتعيد الأمور إلى سياقاتها أو تقدم اعتذارا مقبولا
من المعلوم أن المشكلة في مشروعات هذا المنكب البرزخي ليست في نبل المشروع ولا في أهمية ولا حتى في انطلاقته ولا فيما يصاحب باكورته من تهليل وتطبيل وتبجيل لكن الطامة الكبرى والداهية العظمى تحلان بعد ذلك ...حيث تدخل الزبونية ومتعلقاتها وتسيير الأمور على غير ما أريدت له أصلا.. و"صرف" ما لا ينغي صرفه، و من ثم يختلط حابل الأمر بنابله ..مما يهيض من جناح الفكرة وربما وأدها قبل أن تحقق الهدف المنشود
وكم من فكرة نبيلة ومشروع طموح هلل له الكثيرون وبادروه.
منى إن تكن حقا تكن احسن المنى.. وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
لكن دون سابق إنذار كانت صرخة الميلاد بالنسبة له قرينة بصوت النعي " فهل تنجو المحظرة من ذلك المصير المشؤوم؟ ..أم أن المشرفين على المشاريع الكبرى في هذه البلاد "ذرية بعضها من بعض" وكما البعض "تشابهت قلوبهم"
من صفحة الكاتب أحمد أبو المعالي