تحت عنوان “الأسر الحاكمة في الخليج تنشر أسرارها القذرة في لندن” نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا أعده توني ألين- ميلز قال فيه إن وفاة نجل حاكم الشارقة خالد بن سلطان القاسمي وهروب الأميرة هيا بنت الحسين، زوجة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم كشفا عن غطاء السرية الذي عادة ما يغلف حياة الأثرياء العرب من دول الخليج. وقال إن الشيخ خالد كان يعرف لأصدقائه في لندن بـ “خالد” فقط، كمصمم أزياء جاد في عمله ومحب للحفلات الليلية والشرب ويملك شقة تطل على الهايد بارك ثمنها 8 ملايين جنيه استرليني. أما بالنسبة لعائلته فكان الشيخ خالد بن سلطان القاسمي وريث عائلة لإمارة صغيرة متجذرة في الثقافة الإسلامية. ويشير الكاتب إلى أن الحياة الغربية المزدوجة لولي عهد الشارقة البالغ من العمر 39 عاما كانت تحت التدقيق والنظر المكثف بعد اكتشاف جثته يوم الإثنين في بيت في منطقة نايتسبرج الراقية وسط تقارير عن “حفلات صاخبة”. وكانت وفاته مقدمة لأسبوع سيء لحكام الإمارات الأثرياء حيث كشف عن توزعهم بين الحياة العربية التقليدية والحياة الغربية المغرية.
وكان من المعزين بوفاة الشيخ خالد والذين قدموا العزاء لوالده الشيخ سلطان، حاكم لديه أسبابه للقلق حول التمزق الثقافي بين لندن والخليج. فقد أضطر الشيخ محمد بن راشد المكتوم، حاكم دبي وصديق الملكة إليزابيث الثانية ومالك أكبر سباقات الخيل اللجوء إلى المحاكم البريطانية لحل خلاف مع زوجته الأمير هيا بنت الحسين في قضية ستكون مكلفة وربما تحولت إلى أضخم عملية طلاق من ناحية التكاليف في تاريخ قضايا الطلاق في بريطانيا.
ويرى الكاتب أن الكشف عن الحياة السرية لحكام الخليج يشير الى تناقض رئيسي كان واضحا في عيادات “هارلي ستريت” ومراكز إعادة التأهيل الخاصة في لندن والتي تقدم النصح والاستشارة للزوجات العربيات غير السعيدات أو مساعدة “أولاد أغنياء” الخليج التخلص من عادة الإدمان على المخدرات، الكحول والجنس. وقال خبير نفسي “يأتون إلى لندن لعمل أشياء لا يستطيعون عملها في بلدهم”. ويقول الكاتب إن الزوار من الدول العرب كانوا يلجأون في الماضي إلى إجراءات متطرفة للتمتع وهم بعيدين عن عائلاتهم في لندن، فقد كانت بعضهن تبحث عن طرق لكي تحافظ على عفتها والتمتع في نفس الوقت وهي في لندن.
وفي تقرير نشرته مجلة “غريزيا” وصفت فيه حفلة شاركت فيها سعوديات “اللاتي كن يشربن كؤوس التيكيلا الواحد بعد الآخر وعندما يعدن إلى بيوتهن لم يكن يسمح لهن حتى بالحصول على مفاتيح البيت لكي يبقين تحت رقابة عائلاتهن”. وعادة ما يعبر الأمراء العرب عن ثرائهم من خلال السيارات الراقية التي تعبر سريعة في شوارع نايتسبريدج، مع أن هذا لم يحمهم من المفاسد الدنيوية. وتنتظر الشرطة البريطانية فحصا عن مستوى السموم في جسد خالد، ولم تؤكد بعد التقارير التي تحدثت عن وجود مخدرات في بيته الراقي. وكان شقيق خالد، أحمد قد مات عن عمر 24 عاما عندما تناول كمية زائدة من الهيروين وهو في قصر العائلة في إيست غرينستد بمقاطعة سري عام 1999.
وتم تصوير خالد في الصحافة الخليجية الأسبوع الماضي بـ”بالعقلية الشاعرية وصاحب النظرة في تصميم الأزياء” والذي أنشأ بنجاح علامة أزياء “قاسمي”. وعادة ما كان يظهر في عروض الأزياء مرتديا ملابس عادية من الجينز والقميص المفتوح ويداه حول عارضات الأزياء. وهو مولود في الشارقة وتلقى تعليمه في تونبريدج، كينت ودرس الأزياء في كلية سانت مارتنز في لندن ولكنه لن يظهر الكثير من حياته وأصوله الاجتماعية لزملائه في العمل. ولكن صورته كانت مختلفة في الصحف المحلية حيث كان يظهر في الزي الوطني وبدون ذكر لطريقة حياته في لندن. وتعد الشارقة واحدة من أكثر الإمارات تشددا في تطبيق الشريعة ويحظر فيها تناول الكحول وتحرم العلاقات المثلية والزنا. ولم تذكر الصحافة المحلية أن شركة خالد “كي أس أم فاشون” تعاني من ديون بقيمة 3.7 مليون جنيه استرليني حسب الحسابات المقدمة في أيلول (سبتمبر) العام الماضي.
وفي الوقت نفسه وجدت عائلة المكتوم نفسها وسط معركة عامة وشرسة بعد لجوء الأميرة هيا بنت الحسين، 45 عاما وصديقة الملكة إلى لندن وتعيش في قصر العائلة، 85 مليون جنيه قرب قصر كنسنغتون في لندن. وتزوجت هيا من الشيخ محمد عام 2004 وكان عليها المشاركة مع زوجاته الأخريات، فقد أنجبت له زوجته الأولى الشيخة هند 12 ولدا وهناك تقارير تتحدث عن أربع زوجات غير رسميات. وتحدثت تقارير الأسبوع الماضي عن خلافات بين الأمير هيا، وهي الأخت غير الشقيقة لملك الأردن عبدالله الثاني، والشيخة هند.
وفي الوقت الذي مثلت فيه الأميرة هيا الوجه العام عن التحرر والمساواة بين المرأة في الشرق الأوسط، لم تظهر أي من نساء الشيخ الأخريات ومن النادر ظهورهن في الأماكن العامة. وهي متخرجة من جامعة أوكسفورد واشتركت مع الشيخ محمد في حب الفروسية وسباق الخيل، فقد شاركت في أوليمبياد سيدني عام 2000 ممثلة لبلدها، الأردن. وتأتي المحكمة بعد محاولات متعددة من ابنتيه شمسة ولطيفة من زوجته الأولى الهروب حيث قالت تقارير إنهما أعيدتا بالقوة إلى دبي. ولا يزال دور الأميرة هيا في موضوع الشيخة لطيفة غير واضح. ففي قصيدة غريبة نشرها الشيخ محمد على موقعه وصفها بالخائنة وحذرها أن عهد الكذب قد ولى وأنه لم يعد يهتم لو عاشت أو ماتت. ولا يزال السبب الذي دفعها للهروب غير واضح فيما التزم البلاط الملكي في الأردن الصمت. ولدى عمان صلات قوية مع الإمارات ولا تريد أن تتأثر العلاقات بين البلدين ولا المساعدات الحيوية. ويقال إن الأميرة هيا استعانت بخدمات محامية معروفة في قضايا الطلاق وهي البارونة شاكلتون والتي مثلت في الماضي الأمير تشارلز في طلاقه من الأميرة ديانا. وستمثل الشيخ المكتوم هيلين ورد والتي مثلت غاي ريتشي في طلاقه من مادونا. وطلاق مالك فورمويلا وان بيرني إكلستون من زوجته ساليكا. ورفض أعضاء في العائلة الحاكمة في الإمارات الحديث. ومع قرب إجراءات الطلاق فهناك قصص أخرى ستظهر ولن تستطيع الصحافة الخليجية تغطيتها