من المحيط إلى الخليج العربي تواصل السيول والعواصف الرعدية زحفها ، مخلفة أضراراً في الأرواح والممتلكات. كما في كل عام، تظهر الحكومات والبلديات بمظهر الفاشل في مواجهة مظاهر الطبيعة، التي تأتي في أوانها، لتفضح حال الترهل والفساد، الذي يسيطر على الإدارات الرسمية.
ففي موريتانيا عجزت وزارة المياه عن التفاعل مع موسم الأمطار المنصرم مما سبب انتشارا كبيرا للمستنقعات التي ساهمت في انتشار الأمراض الخريفية في العاصمة نواكشوط خاصة حمى الضنك .
وفي شمال البلاد تعيش ولاية تيرس الزمور على وقع أزمات الأمطار التي تكاد أن تغرق مدينة بير أم اكرين مسببة نزوحا كبيرا في صفوف سكان المدينة التي تهدمت بيوتهم ونزحوا في اتجاه المباني الحكومية العاجزة عن احتوائهم ...حيث تجاوزت المنازل التي سقطت بشكل كلي أو جزئي ال 300 منزلا من بينها منزلا قائدي الجيش و الدرك ...
ويرى المواطنون الموريتانيون أن عجز الحكومة عن احتواء الأضرار الناتجة عن الأمطار حولها إلى نعمة بعدما كانت نقمة ، وأثبت للموريتانيين أن المطر قد يفسد ما لا يصلح عكس ما يقول مثلهم السائر ، فكل شيء في موريتانيا يتأثر بالمطر حتى سيارات الوفد الرئاسي التي التقطنا منها هذه الصورة وهي تغرق في الوحل في مدينة الوزير الأول يحي ولد حدمين "جكني " قبل أكثر من سنتين ...صورة تريد أن تقول للبسطاء الذين ينشدون المساواة أن الطبيعة قد تفرضها رغم أنف الكبار .
في موريتانيا رغم كوارث الأمطار لم يستقل مسؤول ولم نسمع عن آخر أصابه الحرج عكس ما عليه الحال في مدينة الإسكندرية المصرية التي استقال أمس محافظها ، هاني المسيري ، في ما لا يزال وزير البيئة اللبناني، محمد المشنوق متشبثاً بكرسيه متجاهلا كوارث الغرق .
وتفيض الشوارع في مصر كما في موريتانيا لتغرق المنازل والسيارات والمحال التجارية، وتعوم شوارع لبنان بالنفايات العائمة مع السيول لتسد ما كان مفتوحاً من فتحات الصرف الصحي. كما يموت مواطنون في أكثر من دولة صعقاً بالكهرباء، نتيجة تعرض الكابلات الكهربائية المهترئة لمياه الأمطار .
في لبنان، أدت الأمطار الغزيرة إلى انتشار النفايات المجمعة في مكبات غير شرعية حول بيروت، في شوارع المدينة، ومثل كلّ عام، غرقت شوارع عديدة في العاصمة وضواحيها نتيجة هطول الأمطار، وعدم تنظيف المجاري، ما أدى إلى زحمة سير خانقة من هذه الطرقات، ودخلت المياه بعض المنازل.
وفي مصر، كانت محافظة الإسكندرية الأكثر تضرراً من الأمطار والعواصف الرعدية، التي خيمت على محافظات مصر،أول أمس الأحد. في حين تستقر الأجواء منذ أمس، ليستمر هطول المطر الغزير على السواحل الشمالية وشمال الدلتا، مصحوباً بالرعد، مع توقعات بامتدادها للقاهرة.
أما في دمشق، فقد فاضت الشوارع بالسيول، نتيجة تساقط الأمطار الغزيرة، التي رافقتها عواصف رعدية ورياح.
في فلسطين، وقع أيضا عدد من الإصابات والأضرار بممتلكات المواطنين، نتيجة الأمطار الغزيرة والعواصف بمدن عدة. واقتلعت الرياح الشديدة أشجار النخيل، مسببة الضرر لعدد من المركبات في قطاع غزة وطولكرم. وتوفي شاب يبلغ من العمر 25 عاما من بلدة زيتا شمال طولكرم، نتيجة إصابته بصعقة كهربائية خلال العاصفة الجوية القوية التي شهدتها البلاد. كما شهدت مدينة يافا أضراراً كبيرة نتيجة العاصفة الجوية.
وفي الأردن، أدت الأمطار الغزيرة والسيول إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق، ما ألحق ضرراً ببعض المحال التجارية.
في السعودية، توقعت مصلحة الأرصاد الجوية هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة، مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار على مناطق تبوك والجوف وحائل والحدود الشمالية والمدينة المنورة، مع فرصة تكون سحب رعدية ممطرة بفترة ما بعد الظهيرة على مرتفعات مناطق مكة المكرمة وعسير وجازان والباحة ، إنه ربيع مطر يجتاح العالم العربي مخلفا من الأضرار ما لم يخلفه الربيع السياسي .