نوافذ (نواكشوط ) ــ رفض المرشح سيدي محمد ولد بوبكر الاعتذار عن قيادته للحكومة التي بدأت مشوار التطبيع مع الكيان الصهيوني بفتحها أول مكتب لإسرائيل بموريتانيا ، كما رفض الاعتذار عن شراكته مع النظام كأمين عام للحزب الجمهوري وموظف بالرئاسة أيام عنفوان العلاقات الإسرائيلية الموريتانية .
جاء ذلك في رد علي سؤال لنوافذ خلال مؤتمر صحفي نظمه البارحة لعرض برنامجه وكان السؤال عن عن ما إذا كان سيعتذر للموريتانيين عن الفترة التي قضاها وزيرا أول لحكومة مطبعة والفترة التي قضاها فاعلا في نظام مطبع (أمين عام للحزب الجمهوري ) ، وبدل الإجابة علي السؤال بصورة مباشرة حاول ولد ببكر التهرب وحاول أنصاره التشويش علي الصحفي ووصفه بكل ما لا يليق ليخلص ولد ببكر في مغالطاته إلي أنه لا يستحي من تلك الفترة .
وحاول ولد ببكر في بداية رده مغالطة الصحفي بالقول إنه لم يشارك في حكومة مطبعة قبل أن ينبهه الصحفي إلي أن المعلومة التي قدمها غير دقيقة فعاد ليعترف بأنه كان وزيرا أول يوم فتح أول مكتب اتصال بين نواكشوط وتل أبيب 1995م ليستدرك قائلا لكني أقلت من رئاسة الحكومة بعد أشهر "لأني لم أكن الرجل المناسب لذلك " ، متناسيا أن التطبيع بدأ بالفعل بزمن بعيد قبل فتح مكتب الاتصال حيث بدت تمهيداته واضحة سواء من خلال الاتصالات الأولى وما ترتب عليها من انشاء مكتب بالمغرب لرعاية المصالح بين البلدين في 1992 وحضور موريتانيا كمراقب في مؤتمر مدريد مرورا بمعاهدة أوسلو وانتهاء بفتح مكاتب اتصال في نواكشوط وتل أبيب بعد لقاء وزير الخارجية الموريتاني محمد ولد أكحل وشيمون بيريز وزير الخارجية ، لتأخذ هذه العلاقات صيغة تمثيلية أقوى من خلال تعيين جابريل أزولاي مكلفا بتطوير العلاقات وترسيخها من خلال مكتبه الذي يقع ضمن مقر سفارة اسبانيا في نواكشوط مما أعطى لهذه العلاقات صيغة من الجدية ودفع بها إلى الأمام بشكل أوسع من ذي قبل. وكلها أحداث وفترات كان خلالها الرجل قائدا للحكومة الموريتانية ، كما أنه حين أقيل من رئاسة الحكومة لم يذهب إلي الشارع كما يفعل بالمغاضبين المخالفين للنهج بل تسلم قيادة الجناح السياسي للنظام وهو جناح لا يقل أهمية عن الجناح التنفيذي المتمثل في الحكومة فلا معني لأن تتبرأ من وزر تطبيع كنت وزيرا أول في الحكومة التي بدأته وكنت أمينا عاما للحزب الذي كرسه نظامه ، كما عين الرجل في حكومات ولد الطايع المطبعة (وزيرا أمينا عاما لرئاسة الجمهورية ، ووزيرا مديرا لديوان رئيس الجمهورية ).
تبجح ولد ببكر بالتمويلات التي جلبها لموريتانيا بعد فترة حصارا متسائلا هل يعتذر عن ذلك ؟ لكن الأمانة كانت تقتضي منه أن يقول إن موريتانيا بدأت مشوارها التطبيعي بحجة أنه سيفك الحصار المالي عليها وبالتالي فإن ما جلبه من أموال يعتبره النظام حينها نتيجة مباشرة لبداية مسار التطبيع .
ولد ببكر حاول التبرأ من إصلاحات التعليم التي قال إنها كانت فاشلة متناسيا أنه قاد الحكومة لمدة خمس سنوات والحزب لسنوات أخري ومع ذلك لم ينظم أي تشاور لإخراج إصلاح تعليمي مغاير للإصلاحات التي وصفها بالفاشلة أو التي لم تجلب نفعا .
سؤال عالق اخر هو ذلك الذي طرح عن "الإدارة الحقيقة التي قال ولد ببكر في خطابه إنه يريد أن يرجع إليها الإدارة حين يصبح رئيسا " هل هي الإدارة في عهد ولد الطايع ؟
وسنعود في عناصر لاحقة لبعض المغالطات التي وردت في المؤتمر الصحفي الذي نظمه المترشح سيدي محمد ولد ببكر البارحة بفندق موري سانتر لعرض برنامجه .
