في غمرة الحملة الانتخابية اختارت إدارة الامتحانات بموريتانيا نصا يتحدث عن المستبد ودوره في تردي التعليم وسيادة الجهل كموضوع لامتحان الباكلوريا في اللغة العربية لشعبتي الاداب الأصلية والعصرية .
وتحدث النص المقتطع من كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد " للكاتب الثائر عبد الرحمن الكواكبي تحدث عن الشبه بين المستبد والوصي الخائن ؛ فالوصي يتصرف في أموال الأيتام وأنفسهم بما يهوى ما داموا ضعافا قاصرين ، فكما أنه ليس من صالح الولي أن يبلغ الأيتام رشدهم ليس من غرض المستبد أن تتنور الرعية بالعلم .
ويضيف النص : " ولا يخفى على المستبد مهما كان غبيا أن لا استعباد ولا اعتساف إلا ما دامت الرعية حمقاء تخبط في ظلامة جهل وتيه عماء فلو كان المستبد طيرا لكان خفاشا يصطاد هوام العوام في ظلام الجهل ولو كان وحشا لكان ابن آوى يتلقف دواجن الحواضر في غشاء الليل .
العلم قبسة من نور الله وقد خلق الله النور كشافا مبصرا ولادا للحرارة والقوة ، وجعل العلم وضاحا للخير فضاحا للشر ، يولد في النفوس حرارة وفي الرؤوس شهامة ، العلم نور والظلام ظلام ومن طبيعة النور تبديد الظلام ، والمتأمل في حالة كل رئيس ومرؤوس يرى كل سلطة الرئاسة تقوى وتضعف بنسبة نقصان علم المرؤوس وزيادته " .
هذا وقد أثار النص الكثير من الجدل في صفف المتلقين الذين تساءولوا عن الهدف من الإتيان به في امتحان شهادة وطنية في غمرة الانتخابات والطلب من التلاميذ كتابة مقال عن موضوع النص الذي هو الرئيس المستبد وعداوته للعلم ، وتساءلوا هل كان الأمر صدفة ــ كالخطإ في توزيع أسئلة رياضيات شعبة العلوم على شعبة الآداب ــ أم أنه أمر برم بليل .
وقد رأى بعض المحللين أن في النص دعاية مباشرة لمرشحي المعارضة الذين يرون في ولد عبد العزيز رئيسا مستبدا عادى العلم وكرس الجهل والاستعباد ، وبالتالي فإن في النص دعوة مباشرة للتصويت ضد مرشح الرئيس الذي هذه صفاته ، أما غير مرشح الرئيس من المترشحين فليس من بينهم من يمكن أن يوصف بالاستبداد لأن أيا منهم لم يحكم وهذا ما يعني أن قراءة النص لا يمكن أن تكون إلا سلبية في تجاه مرشح الرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني .