قال جالو طه يورو مدير الإعدادية رقم5 في كيفه، إنه كان في رقابة امتحانات ختم الدروس الإعدادية في هذا المركز، وإنه تعرض لبعض الصعوبات في عمله؛ تتعلق بإحدى التلميذات عندما طلبت الخروج لقضاء حاجتها، ورافقها مراقب معه اسمه الشيخ عبد القادر. وفي لحظة معينة توقف المراقب، بينما واصلت الفتاة حركتها، وهنا – يقول طه – ارتبت في الأمر، وأخذت أراقبها عن كثب صحبة أحد عناصر الشرطة اسمه السالم فال ولد سالم.
” وحين رأيت ارتباكها تولد لدي شعور أنها بصدد القيام بعمل مشبوه، وفجأة ظهرت أمها من الجانب الآخر لحائط الإعدادية، وسلمتها ورقة دستها الفتاة تحت ملحفتها، وكان ذلك على مرأى ومسمع من الشرطي المرافق لي.
كانت الورقة عبارة عن حل جاهز لمادة الفيزياء والكيمياء” يقول جالو طه، ثم يواصل ” وهنا التفت للشرطي وسألته: أرأيت ما جرى؟.. أجاب الشرطي بالإيجاب، ولكني حين طلبت منه انتزاع الورقة من المعنية، تذرع بأنه لا يستطيع فعل ذلك ما دامت الورقة تحت ملحفتها، بينما واصلت الفتاة إنكار حيازتها لأية ورقة، وهنا استدعيت المراقب الشيخ عبد القادر، وكانت الورقة تشف من خلف ملحفتها، غير أنها ظلت ترفض تسليم الورقة حتى هددتها بالطرد من القاعة إن لم تسلمها فسلمتني إياها، فشققتها نصفين واحتفظت بها كدليل”.
وأضاف طه، بأنه طلب من التلميذة العودة إلى القاعة ومواصلة امتحانها، غير أن الفتاة رفضت، واتصلت بأمها لتخبرها بما جرى، ولكن المفاجأة – يقول جالو طه- كانت حينما اقتحمت أمها قاعة الدرس بحضور الشرطة، وأخذت تهدد بالاعتداء علي، لولا أن حال عناصر الشرطة بيني وإياها، ثم أعطيتُ الأوامر لعناصر الشرطة بإخراجها، ولكن قبل أن تخرج هددتني وأقسمت بأنها سوف تحولني من كيفه، ولكن ما فاجأني أكثر- والقول دوما لجالو- هو أنه خلال المادة الثانية من الامتحان، وهي التربية المدنية -وعندما طلبت من الجميع أن يضعوا حقائبهم جانبا- رأيت حقيبتها بجانبها مفتوحة، ولما قلت إن جميع الحقائب يجب أن توضع مع بعضها اعترضت، وهنا اكتشفت من جديد موضوع المادة مصححا وجاهزا في ورقة كانت على أهبة إخراجها، ولم تكن الورقة من فئة أوراق الامتحان التي لدينا.
عند هذا الحد اتخذت التلميذة قرارها بأن تخرج من قاعة الدرس، ثم عادت إلى الإعدادية رفقة أهلها، وأخبرني المدير الجهوي بأنهم حضروا للاعتداء علي، وأن علي أن لا أخرج من المؤسسة، وطلب مني أن أواصل عملي، ثم اتصل بمفوض الشرطة، والذي حين حضر أخبره بأني سأقدم شكوى ضد هؤلاء وضد التلميذة، وفي هذه اللحظة بالذات حملها أحدهم على جناح السرعة إلى المفوضية؛ لكي تقدم شكواها ضدي قبل أن أقدم أنا شكواي.
ويواصل جالو القول “إن ما صدمني أكثر هو أن الفتاة ادعت أني خلع ملابسها وحاولت اغتصابها، وأني تحرشت بها، في حين أني لم ألمس حتى ملحفتها والأستاذ المراقب الشيخ عبد القادر شاهد على ذلك، لأنني طلبت منه تحرير محضر بما حدث، وما زلت أحتفظ بذلك التقرير معي حتى الآن، غير أن الشرطي الذي رافقني ورأى ما جرى حين طلبت شهادته قال إنه لم ير شيئا، ولا يعلم شيئا عما حدث. وهكذا لم يبق من الشهود إلا الأستاذ الشيخ عبد القادر.
هذه هي قصتي ومعركتي، وأنا أنتظر أن نستدعى معا إلى المحكمة بعد عودة وكيل الجمهورية إلى كيفه، ويبدو أن أهل هذه الفتاة متنفذون، فهي تدخل في الوقت الذي تريد وتخرج كما تشاء من المؤسسة رغم أنف عناصر الشرطة. أما أنا فإن ما أطالب به هو إحقاق الحق وإعادة الاعتبار لي، فأنا لم أقم سوى بعملي”
تقدمي