ولد الغزوانى :يأمن خصومه أكثر من أنصاره
وولد ببكر :يعجز عن اقناع الناخبين الكبار
الناخبون الزنوج فى المهرجانات مع بيرام ووراء الستار مع مرشح جبهة الزنوج
ولد مولود : يخرج من عباءة اتحاد قوى التقدم
كان حامدو بابا ينافش على الفوز بأغلبية من الزنوج
تعترض أبرز المترشحين للرئاسة بموريتانيا عديد العقبات التي هم بحاجة إلى تذليلها من أجل الوصول إلى القصر الرمادي .
غزواني بين تناقض المتمسكين بالنهج والمؤيدين للتغيير
المرشح رقم 1 وزير الدفاع مرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني أغلبيته ليست بخير ، فجماعة المأمورية الثالثة وخصوصا كتلة الشمال شبه غائبة عن المشهد أو على الأقل عن أغلب أنشطة الحملة المبكرة للمرشح غزواني ، يأتي هذا الغياب في وقت يجري فيه الحديث عن رفض ولد باية لتعيين يبعده عن رئاسة البرلمان رغم أن تلك إرادة الرئيس الذي يبدو أنه كان يريدها للنائب بيدجل ول هميد الأكثر اندفاعا في دعم المرشح .
أما الوزير الناطق سيدي محمد ولد محم فقد أبعد عن رئاسة الحزب ،ربما إدراكا من الرئيس أنه غير مأمون الجانب(على رأي بريد الليل) ، ليخلفه رئيس لجنة التسيير الذي عُين تقربا لمنطقة الحوض الشرقي لكن ما كان منتظرا من تعيينه لم يتحقق حتى اللحظة ؛ من تسويق للمرشح غزواني عند سكان الحوضين الذين كان مشروع المرشح مولاي ولد محمد الأغظف قد وجد لدى العديد منهم آذنا صاغية .
هذا في وقت بدا فيه ولد اجاي مدركا أنه لا مكان له في ظل نظام يرأسه غزواني...
بقي كذلك أن المرشح غزواني تعانى حملته من تناقض بين المتمسكين بالنهج والمؤيدين للتغير الذين تتعزز مكانتهم كل يوم بقوافل المنتمين الجدد ، ما يُصعب تحقيق الانسجام داخل حملة المرشح ويعرضها للخطر بفعل الصراعات المحتدمة بين مراكز النفوذ داخل المعسكر الداعم له .
ولد ببكر والعلاقة غير المطمئنة بتواصل
أما المرشح سيدى محمد ولد ببكر ، فهنالك قناعة مسيطرة أنه لن يحصل من حزب تواصل إلا على نسبة من المؤيدين قد لا تفوق ما سيحصل عليه المرشح غزوانى ، فعلاقته بتواصل ليست مطمئنة ؛ لأنه لا يعد حليفا استيراتيجيا للحزب وتوجهه ؛ فلا هو يرضي بتصنيفه ضمن منظومة محاربة دوليا ، ولا هم يقبلون به "أخا لهم " بالحجم الذي ينتظر أن يخرج به من الاستحقاقات الرئاسية المقبلة ، ضف إلى ذلك أن حملة المرشح رغم التبكير بها لم تنجح حتى اللحظة في استقطاب ناخبين كبار وزعامات تقليدية وازنة فلم يحقق بعد فتحا في مدينة واحدة من مدن موريتانيا ولا يمكن أن يعول في نواكشوط على شيء خارق للعادة .
لذلك تعرف حملته قلقا حقيقيا من تلك الحقيقة وتحاول التعويض ببث مراسيم استقبال منضمين من كل صنف باستثناء حاملي الأصوات الجماعية؛لذلك لمّا يضمن بعد توفير عدد معقول من المستقبلين لزيارات يهمه ويخدمه القيام بها للداخل ، ما يعني أن ما تقوم به حملته يصلح لخلط الأوراق فقط ولمّا تنجح بعد في إظهاره كصاحب فرصة حقيقية .
ولد مولود تكتلي أخره الله
المرشح محمد ولد مولود لديه مشاكل حقيقية منها أن ترشحه ليس قرارا ذاتيا لحزبه بل يعتقد أن التكتل هو من حسم الخلاف حول ترشحه في المكتب التنفيذي لحزبه ، بدا التكتل وكأنه صوت على هذا الترشح مع أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد قوى التقدم ، لأن هذا التصويت كان حاضرا فيه بقوة قرار التكتل بدعم المرشح .
وبعد اعتماده تدعمت هذه الفرضية فقد بدا كمرشح مناضل في التكتل ، فمهرجان ترشحه كان حضور التكتليين فيه بارزا ، فيما غابت قيادات حزب اتحاد قوي التقدم عن الواجهة خاصة خاديجتا مالك جالو وبدر الدين وبلغ اعتزال الاثنين درجة تجنب نقد النظام في هذه المرحلة ، كما كان لمجموعة الرجل القبلية ــ حسب متابعين ــ دور كبير في جمع التزكيات له ، وحتى عند إيداع ملفه ظهر كمرشح لحزب التكتل فمدير حملته هو الأمين الدائم للتكتل والزعيم أحمد ولد داداه يجلس بجانبه في وقت يقف في الخلفية الأستاذ محمدو ناجي ما يعني أن مشكلة المرشح داخل حزبه لم تتم تسويتها بعد .
خارجا عن ذلك ولد مولود كان له نصيب معلوم في أصوات الزنوج وآدوابه وهو أمر سيكون صعبا عليه في ظل الاستقطاب الذي أحدثته جبهة الزنوج من أقصى اليمين لليسار، ما يجعله أسيرا لقواعد التكتل والبعد القبلي له بالإضافة للشباب المتحمس لتاريخه النضالي .
كل ذلك يعنى أنه ليس مرشح حزب اتحاد قوى التقدم وإنما هو تكتلي أخره الله ...
بيرام والانتخابات الصعبة !!!
أما المرشح بيرام ولد الداه ولد اعبيدي فإنه يخوض أصعب انتخابات بالنسبة له فالنظام ليست له حاجة كبيرة في ترشحه ، لأن ولد ببكر وولد مولود وكان حامدو يعطون للانتخابات زخمها ، والمعارضة التقليدية تخوض الانتخابات الرئاسية متنافسة على الحصول على الرتبة الثانية في الانتخابات لذلك لن تمده بشاردين من خطها ، والضرر الأكبر سيأتي لبيرام من تحالف الأحزاب الزنجية قاطبة على مرشح سمته في شخص كان حاميدو بابا ، وسيكون من المؤكد أن لا يحصل بيرام مع وجود ذلك التحالف على تصويت من داخل هذه المجموعة ، التي ربما يشارك ناخبوها في مهرجانات بيرام وقد يستقبلونه استقبالات خادعة كما حصل ، لكنهم لن يصوتوا له لأنهم بحاجة لكل صوت بعدما جعلوا جميع البيض في سلة واحدة ، بل سيكون من البله السياسي في ظل جبهة زنجية تمتد من حركة افلام مرورا بصار وبالاس ...حتى كان حاميدو بابا أن يطمع بيرام تحديدا بأصوات داخل هذه المجموعة .
ضف إلى ذلك أن ترشح غزواني وولد مولود وولد ببكر يخلط الأوراق علي حركات "لحراطين " غير الحاسمة لتوجهها والتي أحيانا يجذبها خطاب بيرام ، فالجميع يجد نفسه في حملات المترشحين ، فالأيديولوجيين سيكونون أقرب لولد مولود ، والمخزنيون سينصرفون إلى غزواني والمخزن غير الرسمي الذي يمثله ولد ببكر بتاريخه ، وعليه فإن بيرام لن يحصل إلا على الخلص من جماهيره .
كان حاميديو بابا والتحالف غير المحسوم
كان حاميدو بابا سيكون الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات لأن حدود تطلعه الحصول على أكبر نسبة من أصوات الزنوج وهي نسبة غير مضمونة ، فهو مرشح جبهة الزنوج ، فحصوله على الترشيح داخل جبهة الزنوج جاء بعد منافسة داخلية ، لكن ترشحه خطوة غير محسوبة ، الهدف منها المغاضبة ، وبالتالي كون الزنوج معه جميعا أمر فيه شك ، لأنهم لا يريدون تنصيبه زعيما ، كما أن الدولة في ظل هذا التحالف يتوقع أن تقدم إغراءات لزنوج النظام بغية تمكينهم من تقليص نسبة الأصوات التي سيحصل عليها هذا التحالف ، وبناء عليه فإن خريطة التحالف محدودة في المكان والعدد وهذا يشكل خطرا عليه ما يجعله حتى داخل محيطه يراد له الفشل .
هذه هي المعاناة الداخلية الحقيقة في حملة كل مترشح ، وتكمن خطورتها في كونها شبيهة بالمرض الخبيث الذي يفاقمه كل علاج لا يجتثه .