عُثر على قبر بلا شاهد يرجح أنه لجوزيف ميريك، الذي يُعرف بالرجل الفيل، بعد 130 عاما من وفاته.
وعمل كثير من الباحثين على تتبع قبر ميريك، الذي كان مصابا بتشوه في عظم الوجه والأنسجة، ما جعله محل اهتمام أصحاب العروض الترفيهية، ثم البحث الطبي.
وحُفظ هيكله العظمي منذ وفاته عام 1890 في مستشفى لندن الملكي.
لكن المؤلفة جو فيغور-مونغوفين تقول إنها عثرت على أنسجة وبقايا جسم ميريك مدفونة في مقابر مدينة لندن.
وعاش ميريك مراهقة صعبة، وأمضى حياته في السفر لتقديم عروض. وانتهى به الحال في مستشفى لندن، في غرب العاصمة، حيث فوجئ الأطباء بأنه شخص شديد الذكاء والحساسية.
وأصبح شخصية عامة في مايو/أيار عام 1887، عندما زارته الأميرة ألكسندرا، أميرة ويلز آنذاك، واستمرت في مراسلته وإهدائه بطاقات عيد الميلاد كل عام.
وشرح الأطباء جسد ميريك بعد وفاته، واحتفظوا بهيكله العظمي كنموذج تشريحي.
- ولد في مدينة ليستر الانجليزية، في أغسطس/آب 1862
- لم تظهر حالته إلا عندما كان في عمر الخامسة
- وبعد سنوات من العمل في إحدى ورش ليستر، تواصل مع أحد أصحاب العروض عام 1884، الذي وجد له عملا كعرض متنقل
- تعرض للسرقة وتخلى عنه مرافقوه في يونيو/حزيران عام 1886، فتواصل مع الدكتور فريدريك تريفيس الذي وفر له غرفة في مستشفى لندن
- كان حجم رأسه 91 سنتيمترا، وساعده الأيمن 30 سنتيمترا، وبلغ محيط أحد أصابعه 13 سنتيمترا
- توفي في 11 أبريل/نيسان عام 1890، في عمر السابعة والعشرين. ومات مخنوقا بفعل وزن رأسه، في ما يبدو أثناء محاولته الرقود
- ولا يُعرف سبب حالته حتى الآن، لكن الباحثين يرجحون إصابته بمتلازمة بروتيوس، وهو أحد أشكال اضطراب الجينات
- ألهمت قصته عددا من مؤلفي الكتب، ومسرحية، وفيلم من بطولة جون هيرت
وتقول فيغور-مونغوفين، التي وثقت قصة حياة ميريك، إن أحدا لم يتتبع محل دفن بقايا ميريك بسبب كثرة عدد المقابر المستخدمة في ذلك الوقت.
وبسؤالها عن هذا الأمر في إحدى المناسبات السابقة، قالت: "غالبا ما دُفنت بقاياه في نفس محل دفن بقايا ضحايا جاك السفاح، إذ كانوا جميعا في نفس المنطقة".
"ثم ذهبت إلى منزلي وفكرت في الأمر، وبدأت أبحث في سجلات مقابر مدينة لندن، وفي المقابر التي دُفن فيها اثنان من ضحايا جاك السفاح"
وتابعت: "قررت أن أبحث في مدى زمني من ثمانية أسابيع، في الفترة التي تلت وفاته. وهنا عثرت في الصفحة الثانية على اسم جوزيف ميريك."
وتؤكد تفاصيل السجلات، التي تعود للعصر الفيكتوري، أن هذا هو محل دفن الرجل الفيل بنسبة مئة في المئة.
والدفن مسجل بتاريخ 24 أبريل/نيسان 1890، في حين توفي ميريك في 11 أبريل/نيسان.
"كما أن محل الإقامة الوارد في السجلات هو مستشفى لندن، والسن 28 عاما. وكان جوزيف في السابعة والعشرين آنذاك، لكن تاريخ ميلاده كان يسجل أحيانا بشكل خاطئ. والطبيب الشرعي هو ويني باكستر، الذي عُرف بأنه من حقق في وفاة ميريك."
وتابعت: "كل التفاصيل متطابقة، ولا يمكن أن يكون كل ذلك من قبيل الصدفة."
وأظهر البحث الأولي أن ميريك دُفن في الحديقة التذكارية، لكن فيغور-مونغوفين تقول إنه يمكن الآن تحديد مقبرة بعينها.
"وتقول السلطات إنه يمكن عمل لوحة صغيرة لتمييز هذه المقبرة، وهو أمر لطيف. وربما نستطيع قريبا عمل نصب تذكاري في محل ميلاده في ليستر."
ولم تتمكن بي بي سي من التواصل مع الهيئة المسؤولة عن مقابر مدينة لندن للتعليق.
المصدر : بي بي سي