نوافذ (نواكشوط ) ــ دعا الدكتور الحسين ولد امدو رئيس قسم الإعلام بالمدرسة الوطنية للصحافة والإدارة والقضاء بموريتانيا ونقيب الصحفيين الأسبق إلى تفعيل دور البطاقة الصحفية المهنية للمحترفين حتى لا تبقى مهنة الصحافة بموريتانيا مهنة عبور لا مهنة استمرار .
وأضاف ولد امدو ضمن مقابلة في برنامج "صدى الصحافة " الذي يقدمه الزميل عبد المجيد ولد إبراهيم بإذاعة موريتانيا إن مهنة الصحافة مهنة ليبرالية تفرض أن لا نجعلها مغلقة على ذاتها ، لكن تلك الانسيابية يهددها التحول إلى تسيب ، ملفتا إلى أنه كثيرا ما يجيب سائليه أين أنتم ؟ بمن نحن ؟ ، مشيرا إلى أنه يتعذر تحقيق مكاسب لقطاع لم تتحدد هويته بعد .
وفي المقابلة الإذاعة التي كانت تناقش أهداف ونتائج الدورات التكوينية التي تنظمها المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء لفائدة عدد من الصحفيين وبثت ليلة الثالث مايو 2019 العيد الدولي للصحافة أكد ولد امدو أن تكوين الصحفيين من الإشكالات التي تعانيها الصحافة في البلد ، وهو إشكال يبسط ذيله في كل القطاعات ، ما يعني ضرورة تعزيز البعد التكويني للموظفين ، ففي غيابه نكون أمام شخص متقادم ناقص المعلومات غير قادر على مواكبة التطور لجيل متصل ومرتبط بمستجدات العصر .
ودعا ولد امدو السلطات العمومية لوضع مسارات تكوين مهني تكفل تكوين مهنيين ، وإنشاء مركز للتكوين واستديو لتدريب الصحفيين فالعمل الإعلامي يقوم على الصحفي وإذا لم يتم تكوينه فمن السهل أن تلفظه السوق المفتوحة غير الاحتكارية .
وشدد ولد امدو أن التكوين هو عضو العائلة الفقير في موريتانيا ، فصندوق الدعم الصحفي الذي كان فتحا في وقته وغير مسبوق كان العنصر الأول في التكوين لأنه من الأبقى والأنقى أن توجه مخصصات هذا الصندوق لتكوين الصحفيين فعندما لا يكون الصحفي مكونا يخسر الإعلام ، والسياسات التي انتهجت في الصندوق يجب أن تخصص في أغلبها لما يؤمن تعزيز الصحفيين وتكوينهم وهذا هو دور الدولة في تهيئة الإطار الناظم للإعلام ، وترك الصحفيين في ساحة شركاؤها متشاكسون ومن لفظته السوق لا أحياه الله فالدولة هي ضابط إيقاع فقط .
وشدد النقيب الأسبق للصحفيين الموريتانيين على ضرورة تخصيص المزيد من الدعم المالي للتكوين ، وإيجاد استديو لتكوين الإعلاميين ، ووقف سياسة استقدام الخبراء لتشجيع انبثاق مكونين محليين ونخبة تتملك المعارف وتستطيع تقديمها .
وعن دور الهيئات النقابية في تعويض الفراغ الحاصل في تكوين الصحفيين بموريتانيا قال ولد امدو إن دورها أساسي ومهم لكن ما يعوز التكوين هو الندرة وعدم التنسيق فالنقابات تكون والدولة تكون .
وعن ما إذا كان هذا الفراغ في التكوين يمكن تعويضه بجهد ذاتي من الصحفي رد الحسين ولد امدو بأنه يمكنه تعويضه بالمطالعة لكنها ليست حالة عادية ، فبإمكان الصحفي أن يكون عصاميا لكن ستبقى مساعيه في هذا الاتجاه شخصي والأهم هو خلق إطار جامع للتكوين .
وأكد ولد امدو على أهمية الربط بين المسار المهني ومستوى التكوين فالتقدمات حاليا تمنح ليس بالخبرة وإنما بالتقادم والأحسن أن يكون للتكوين دور في هذا التقدم الوظيفي ليحس المكوَّن بما للتكوين من تأثير مباشر على أدائه المهني وترقيته ، ففي أقسام المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء مثلا يمكن أن تكون هنالك دورات يفرض المرور بها على المهنيين قبل الترقية .
وفي رد على سؤال عن ما يحتاجه الصحفي للتغطية المهنية للانتخابات ؟ قال الحسين إنه يحتاج إلى تحسين معارفه في آليات التغطية ، وغربلة الأخبار قبل نشرها ، والتحري قبل إذاعتها ، ...والوصول لتوفير التشويق دون الإضرار بأخلاقيات المهنة .
وعن ما إذا كان الابتعاد عن الانتماء السياسي مهما للصحفيين ؟ قال ولد امدو إن الخبر مقدس والرأي له قوالبه وفي بعض البلدان كتاب الرأي يصوتون على من يختارون ويحافظون على آرائهم وقدسية أخبارهم .
هذا وقد استضافت حلقة برنامج " صدى الصحافة " هذه إلى جانب الدكتور الحسين اثنين من المشاركين في الدورة التكوينية التي تنظمها المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة لفائدة عدد من الصحفيين ، وقد أشادا بهذه الدورة وبالخبرات التي اكتسبوها فيها ، والتفاعل الذي طبع مشاركتهم ، كما أكدا على أهمية التكوين وضرورته .