بعد 1437 سنة من الهجرة،معظم شبابنا يفكر في الهجرة،الهجرة الأولى كانت إلى الحبشة ففيها ملك لا يظلم عنده أحد!
الظلم ظلمات والعدالة هي جوهر الإسلام المفقود في أوطاننا،الذين هربوا من الوطن بحثا عن فسحة من العدالة والأمل،وركبوا لجة الحنين والمخاطر،وغسلوا الكؤوس مكرهين من بقايا النبيذ المعتق وراء زجاج المطاعم هناك،لا يكرهون الوطن طبعا،بل إنهم يذرفون الدموع كل ليلة عندما يفتحون نوافذ الذكريات ويشاهدون الوطن يطل عليهم من شرفة القرون الوسطى!
سعيد ذهب إلى الموزمبيق وفتح محلا صغيرا،بعد أن تخرج من جامعة نواكشوط وقضى أعواما يبيع الأمل لنفسه،لقد تزمبق في الموزمبيق،أحمد قضى عقدين من عمره في ساحل العاج وعاد متعبا إلى الوطن وسكن في أعالي الترحيل وفتح محلا صغيرا،بعد أن منعه ألم المفاصل من العودة مجددا إلى تلك المناطق الرطبة!
أيوب دكتور في الفيزياء النووية عاد للوطن وعمل كأستاذ متعاقد قالوا له أن يصفق قليلا ليصعد نحو الأعلى،اعتذر وحزم حقائبه ورحل وسطع نجمه في بلاد بعيدة تقدر النجوم وتحترمها!
الذين يخدمون الوطن دون ضجيج ومنة،لا يصعدون إلى الأعلى بل يمكثون في أماكنهم القديمة،والذين يصرخون ويزاحمون الأضواء عنوة ويطأطئون رؤوسهم للمصالح الضيقة يرتقون!
الهمزة في "يطأطئون" ربما ظلمتها فليسامحنى سيبويه إن حصل ذلك،هجرة العقول والأدمغة كارثة حقيقة،وبما أنني لست من ذوي العقول والأدمغة،فأنني أفكر في الهجرة إلى استراليا لجلب الجمال السائبة هناك وبيعها في سوق "تنويش"،يقول المثل الحساني "النص مع لهن زاكي" تلك سمفونية جميلة لكنها لا تشتري علبة من حليب الأطفال!
صديقي دردش معي هذا الصباح من مخفر الشرطة بعد إن احتج أمام وزارة الصحة احتجاجا على "الوضع تحت السيطرة"،قال لي إن أفراد الشرطة كانوا يتابعون مسلسلا سمع فيه هذه العبارة الحب المستحيل،ذلك عنوان جميل يجب كتابته على جدران الوطن يوم الإستقلال
من المهاجرة نوكيا 205،وطاقة البطارية هاجر معظمها،وهنا بادية لعيون وكل عام وانتم بالف خير والساعة تشير إلى 11:44
من صفحة الأستاذ خالد ولد الفاضل