بعد أشهر قليلة سيفوز مرشح الجيش والخزينة والخليج والساحل والشرق والزوايا والوجهاء في مختلف الأقاليم وسننسى طبعا كل هذا اللغط المثار وسيعين حكومة تختارها رئيسة الوزراء مع توصيات سنية بالرفق بالقوارير، فهكذا هم ابناء الزوايا يضعون المرأة عمامة ويؤثرونها على الرجال.
سيبدأ الرئيس الجديد في رد الجميل لمن استثمروا فيه خلال الحملة وقبلها وقد يذهب بعيدا ليحسن الى كل من احسن اليه منذ الطفولة والى اليوم، فهكذا يفعل الطيبون حين يحصلون على بلد ثروة، وبلد ملك لهم وبدون حسيب ولا رقيب.
سيرجع المرشحون الى قواعدهم محبطين. وستتجدد طبقتنا السياسية بعد سنة سيعرف فيها المفسدون توجهات الرجل ومداخله ومخارجه ومدى قوة وزيراته وماهي صلاحيات رئيسة حكومته وهل وزير وزارة الرجل والشؤون الاجتماعية وزير بحق ام انه اضيف فقط لكسر الخلوة في المجلس الوزاري، سيعرف الناس من سفيراته ماذا يريد والى اين ستتوجه بوصلة الاحتماء والاسترزاق، (نعم فلابد لكل رئيس عندنا من بلد يخافه وآخر يطمع فيه).
بعد سنة سينفض الناس من حوله وسوف يجد الرجال انفسهم محرجين عاجزين مربكين بشأن الطبخ اليومي وتغيير الحفاظات والاستيقاظ ليلا للارضاع، وسينضمون للمعارضة او على الأقل سيذهبون الى حزب منت هميد او منت الوقف فقد تنازل لهما السيدان بيجل ويحي عن الرئاسة بسبب التوجه العام للرئيس الذي يحترم النساء.
الرجال في محالهم يبيعون الحلي والبخور والملابس الداخلية للنساء، من حمالات وغيرها. وهؤلاء اشرف و افضل حالا من الرجال الذين يقتاتون على بطاقات الرصيد القادمة من الفيس مقابل ابتسامات مصطنعة ومتكلفة.
صالون حلاقة الرجال مظلل النوافذ ومغلق بسبب الاحتشام، وفتيات مسغارو والشرطيات يحرسن الأزقة والحواري لحماية الرجال من الانفلات الأمني وانتشار المغتصبات والسارقات في الشوارع.
ستقول إمامة الجامع الكبير إنها راضية وإن المنبر شهد ثورة عظيمة وإن الشعب يحب الرئيس الأنثى بحق اذ ان انوثته طاغية رغم مظاهر الرجولة (بدل ان نقول هذا رجل سنقول هذا امرأة) .وفي الخطبة سيصفق الرجال في جانبهم الخاص بهم من المسجد خلف النساءطبعا.
سيعجبكم ابداعهن في محال السقط وكيف تفتح احداهن الخبزة وتدهنها في لمح البصر ثم تمسح السكين الدسمة على حافة تنورتها وتلتفت الى زبون آخر،”اطلصني ايلاه فظتك”.
الرئيس في مجلس الوزراء يبتسم للجميع فقد اختار الوزيرات بعناية وبدراسة لملفاتهن المهنية وكلهن طيبات وكلهن محترمات وعلى قدر من الجمال، الجمال المهني طبعا، مع خبرة في العمل.
في عيد الرجل سيسمح لنا بالخروج والتحدث حول مشاكلنا وسيلقي وزيرنا كلمة تعبر عن اهتمام الرئيس وحكومته بالرجل الذي يمثل نصف المجتمع.
سنسعد وسيوزع الرئيس الخيرات والمقدرات على زعيمات القبائل والوجيهات وسينحني اجلالا لهن وسيحترم العالمات منهن وشيخات المحاظر والمجاهدات المقاومات وسيدوس ويزدري بقية الشعب لأن بقية الشعب هذه لم تجاهد ولم تتعلم ولم ترث الوظائف والأمجاد والتربية من اناس للعهد عندهم معنى. مديرة صوملك ستكون مشدودة العضلات اما الكنتية القادمة من ليبيا فلابد انها في الطريق.
لاجديد في الأمر، النسوة المحبطات سيقدن المعارضة وسيقسمنها الى الف فصيل وجزيئ حتى اذا استدعى الرئيس احداهن لوظيفة او توزير قبلت واختلقت الحجج وانتقدت المعارضة.
وخلال ايام قريبة ستبرز لكم معارضة جديدة الوجوه والأسماء ستتولى الربت على اكتافنا وايهامنا وتخديرنا حتى لانفقد الأمل وحتى لانثور، وبين عهدة رئاسية وأخرى يمر بنا الزمان الذي يمر حتى باللحود فنتقادم ونشيخ وندخل في دوامة توريث ابنائنا قيم الجبن والصبر على الابتلاء او الخنوع حتى اذا تأكدنا انهم نسخ منا غادرنا هذا العالم وتركنا لهم جيناتنا الجبانة الخانعة، تلك الجينات التي تجعل من بلادنا تكرارا مملا مقززا لنظرية اليد التي لم تفكر في قطعها اعتبر انك عجزت عن قطعها وقبلها..مرحبا بكم في عهدة جديدة من التقبيل..
محمد الأمين محمودي