أعلن القيادي بالبعث الموريتاني محمد يحظيه ولد ابريد الليل دعمه للمرشح لرئاسيات 2019م سيدي محمد ولد ببكر مع مجموعة أطلق عليها "مجموعة الرأي " تضم عدد من القيادات البعثية بمورتيانيا .
وفي تعليق على قرار الدعم إنهم قرروا دعم ولد ببكر لأنه شخص يوثق به ، وهي ميزة رأى أنها نادرة وهي ما يعبر عنها البيضان بقولهم "شخص مفلوش مكر " وهي ميزة في غاية الأهمية ــ حسب تعبيرة ــ
وأضاف ولد ابريد الليل ( إضافة لذلك فهو أي المرشح سيدي محمد لديه تجربة في الدولة تشجع الناس على الاعتماد عليه وهي أنه لن يتخبط في العمل لأنه عرف الإدارة كموظف في مراحل متوسطة وعليا ، ويعرف قضايا أساسية لا نعرف هل كل من يطمح للرئاسة تتوفر فيه ومن بين هذه القضايا أنه يعرف معنى القانون ومن يعرف معنى القانون يحترمه ونحن لدينا مشكلة في احترام القانون واحترام أعلا نص في القانون وهو الدستور ، ويعرف كيف يتخذ القرار السياسي وأين يتخذ ، فالقرار السياسي المهم والحاسم يتخذ في مجلس الوزراء ، فالدولة مؤسسية وحين تنتفي عنها هذه الصفة تصبح ضحكة ، ومجلس الوزراء لا بد من أن يكون فيهم الكفاءة وهي صفة تتوفر في بعض الوزراء لكن هنالك شرط يحتاجونه وهو السماح بالنقاش والإدلاء بالرأي والقناعة وحين تكون الاراء غير مطلوبة أو يخاف الوزير من إعطاء رأيه سيفسد كل شيء وهذا ما أوصلنا لما نحن فيه ، فحين تكون آراء الوزراء ليست مطلوبة معناه أن الأمور ستبقى في يد شخص واحد لا نعرف هل يحتاط علمه بكل شيء وهذا يؤدي إلى مأساة أعتقد أننا الان وصلنا إليها .
والمرشح من النوع النادر فهو رجل دولة فهنالك السياسيون وهنالك رجل الدولة الذي يعطي كليته للمؤسسة العامة بإخلاص وصدق ونزاهة ويمتلك الشجاعة لاتخاذ القرار كقراره الترشح في هذه المرحلة الصعبة .
رئاسة العسكرية للدولة لنا الكثير نعيش فيها واليوم أصبحت تصرفا ناشزا وغير مقبولة لأنها تحيط الدول بهالة من الريبة وعدم الثقة فيها وعدم الاستعداد لمؤازرتها أو الاستثمار فيها وهذه مشكلة ، زيادة على ذلك أن العسكري مكون على إعطاء الأوامر لفرقة عسكرية والنقاش معدوم ونحن وضعنا لا بد له من النقاش لصعوبته وتعقده .
العسكري عادة مكون للعمل التكتيكي وليس كالسياسي الذي يرعى أبعاد الأمور ونهايتها لأنها الأهم ، والعسكري حين يعطي تنازل يظن أنه غُلب والسياسيين ليست لديهم تلك العقدة وهي رواية فارضة نفسها وهي أن رئاسة العسكريين لم تعد مناسبة ولا مقبولة وقد قال "هيكو" : إن أقوى ما في الدنيا فكرة حان وقتها .
هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يترأس يوما ما عسكري ولكن بشرط تسيسه خارج المؤسسة العسكرية ويحصل على الكفاءة والشعبية اللازمة أما من الثكنة للرئاسة فهذا غير مقبول ، مع ذلك علينا أن نعرف أن المؤسسة العسكرية مهمة وأساسية في كل بلد ولذلك حين يقول لنا شخص إنه يحكم باسم العسكريين نعرف أنه كذب لأنه يحكم هو ومن معه ففي الحقيقة العسكريين هنا لم يحكموا بعد إبريل 1991م عندما تقررت التعددية التي لم تتم استشارة العسكريين فيها حينها ومنذ ذلك الحين لم تحكم المؤسسة وإنما يحكمنا شخص باسم المؤسسة العسكرية ويروج ذلك لإرهاب المدنيين وقد يظن بعض المدنيين أن ما قاله حق لجهلهم بالحقيقة .
المؤسسة العسكرية شيء أساسي وكل نظام أو مشروع نظامي أو سياسي لا يعطي المؤسسة العسكرية العناية البالغة والأهمية الفائقة وعيه ناقص خاصة في بلد باستمرار على كف عفريت وفي محيط مخيف ، والمؤسسة العسكرية هي العمود الفقري للدولة ولا بد من إعطائها مكانتها اللازمة ، فعلينا أن يعي هذا جيدا ، فالزمن صعيب والدولة لا بد لها من جيش قوي لأن الدول تصنع العدالة والسلم داخلهم لكن لا يصنعون ذلك مع الدول الأخرى فإذن لا بد من حد أدنى من الردع .
النقطة الأخرى يتساءل البعض وربما يتعجب من تلاقي أطراف تعتبر عادة متناقضة أو متعارضة حول المرشح سيدي محمد وهذا أظن أنه ليس من بيننا من فكر في من سيلتقي معه لأننا ننظر للمسألة كأننا أمام حريق ومن يريد إطفاء الحرائق لا يناقش شروط من سيساعده في ذلك ، أو أمام شخص في حالة غيبوبة لا يمكن أن تضع شروط لطريقة علاجه وإنما عليك أن تبدأ في الإسعاف فنحن أمام كائن هو موريتانيا غير مستو على قدميه فما نحتاجه هو الإسراع لإنقاذه من أجل البقاء ، الدول التي أحسن حالا منا كالسودان والجزائر تريد ديمقراطية تامة لكننا نحن نظن أن الديمقراطية عملية تجميل نحن أمام ضرورة عملية القلب المفتوح وهو ما يفرض اللقاء على جميع الطيبين من أجل إنقاذ البلد وحين ينقذ ويكون في حالة جيدة لا مانع من التناقض .
هنالك قضية المبادرات وكثرة التصفيق حول المترشح الذي يقدم النظام الذي يحاول إعادة نفسه بطريقة مقنعة لا تخفى على أحد ، أصحاب المبادرات أو التحركات البهلوانية أعتقد أنها مدفوعة أو مرغومة وليس عن سوء نية ، أعتقد أن قلوبهم معنا وسيوفهم في وقت الجد معنا فسيكونون إياد في معركة ذي غار ، فليس من بينهم شخص واحد مقتنع بما فعل .
هذه الانتخابات ليست انتخابات رئاسية عادية بل هي استفتاء على مصير بلد ولحد الساعة الشروط الظروف المتاحة لا يطمأن لها لكن لا محالة وعي المواطنين وتطلعهم لحالة أحسن من المأساة التي يعيشونها كفيلة بفرض الظروف المناسبة قبل الانتخابات ، ما ينخرط فيه رموز النظام الذي كان سائدا عمل ضد التيار العام ومن الصعب نجاحه فهم كمن يحاول شق طريق في حجرة صماء بأظافرها فهو عمل غير واقعي ولا ممكن ، وحين يستمر هؤلاء في الطريق القديمة سيؤدون بالبلد إلى مأساتهم وهذا ليس في صالحهم ولا في صالح البلد وليس في صالح أحد وليس مفيدا وعلى كل حال كل يتحمل مسؤوليته للتاريخ .)
يمكن متابعة الحديث مباشرة في الفيديو المرفق