المرأة الموريتانيّة ذات الوجه المُشرق المَلفوح بسُمرة شمس الصّحراء، وأسماؤها العربيّة الإسلاميّة المُتميّزة، وشِبه المُنقرضة، في مُعظم الدول الأُخرى، تلعب دورًا سياسيًّا وثقافيًّا وإعلاميًّا بارزًا، ويكفي الإشارة أن الدعوة للزيارة جاءت من قبل شبكة الصحافيّات الموريتانيّات، وكان هذا أحد أسباب قُبولي لها، حيث أشرفت الشّبكة على تنظيم المُلتقى الإعلاميّ الأوّل، حيثُ لا “كِبار قوم”، ولا “جوائز″، ولا محسوبيّات، ولا نِفاق مهنيّ أو سياسيّ أو قبليّ، أو تمييز سياسيّ، أو مناطقيّ، إنّه التّسامح الحقيقيّ في أبرز صُوره وأشكاله.
معظم النساء الموريتانيات يَمِلن إلى الامتِلاء جسمانيًّا، أو بالأحرى “سمينات”، وقيل لي إنّ السّمنة هي أحد معايير الجمال، وعندما سألت إحدى الطّالبات الموريتانيّات “الرّشيقات” التي كانت بين حُضور مُحاضرتي في جامعة نواكشوط، كيف شذّت عن هذه القاعدة؟ قالت إنّها تُمارس الرياضة، وتُحافظ على قوامها، ولكن مُعظم الرجال، وحتى الشّباب ما زالوا يُفضّلون المُكتنزات، ولهذا لم تتزوّج بالسّرعة المَأمولة.. وتمنيّت لها زواجًا سريعًا، وتحسّرت على أيّام الشباب!الظّاهرة الأخرى التي تتباهى بها السيّدات الموريتانيّات أن الزواج سهل والطّلاق أسهل، فمُعظمهن يحتفلن بطلاقهن، ويتهافت عليهن طلاب الزوّاج حتى قبل أن يكملن عدّتهن، وكلّما تعدّدت مرّات زواج المرأة كلما زاد مهرها والإقبال عليها.
مقطع من مقال للأستاذ عبد الباري عطوان كتبه بعد زيارة الأخيرة لموريتانيا