هل تخاف أن تفلق عين الحسود حَجَر حياتك العاطفية؟ هل "الجنّ" سبب فشل حياتك الجنسية؟ هل أنتِ "مربوطة"؟ هل ذهبت يوماً لدجالة أو مشعوذ؟
في العلاقات العاطفية والزوجية، بل والجنسية أيضًا، يُهيمن الموروث الشعبي على تفكير الكثير من الناس.
بصرف النظر عن المستوى الاجتماعي والثقافي، يؤمن الكثيرون بالسحر والحسد والمسّ الشيطاني.
مثله مثل كل مؤمن، يحمي الخائف من جحيم الجنّ وشرور السحرة نفسه، بأساليب مختلفة.
الحسد ... "العين" أصل كل الشرور
الاعتقاد في تأثير الحسد على العلاقات مُعتَقَد مُهيمن عند الكثير من المصرين باختلاف درجات تعليمهم.
يؤمن الملايين أن "العين" تخلق المشكلات بين الأحبة، وتُوقِع الأذى بهم، بل وتفرقهم وتدمر حياتهم.
لكلٍ طقوسه الخاصة للوقاية من الحسد؛ فيردد المسلمون القرآن والأذكار صباحاً ومساءً، ويلجأ المسيحيون للتشفع بالقديسين والدعاء ليحفظهم الرب.
يصنع البعض "عروسة" ورقية ويخرقها بالدبابيس لـ “خزق" العين الحاسدة، ثم تُحرق مع البخور لتبخير المحسود.
تقول الأسطورة، أنه عندما تتلاشى الورقة، تشكل بقاياها صورة الحاسد، فيفتضح أمره.
يفضل كثيرون إبقاء علاقاتهم العاطفية سرية، وعدم مشاركتها إلا مع المقربين، وحتى هؤلاء يصبحون موضع شك إذا وقعت مشكلة بين الشريكين.
للابتعاد عن الحسد أيضاً، تميل فئة من الناس لإخفاء مباهج علاقتهم، وتصدير الجانب السلبي منها فقط، لكسر "العين" التي قد توقع بهم شراً.
يعتقد المصريون أن الأكثر تعرضاً للحسد هم الأزواج والعشاق، وتظهر علامات معينة تشير إلى أنهم "محسودين" ويحتاجون "علاجاً".
تُحدد علامات الحسد بأنها كثرة خلافات الزوجين، ونفور أحدهما من الآخر، والانطوائية، وأعراض جسمانية مثل الخمول والأرق والإرهاق.
"السحر" هو إجابة جميع المعضلات الزوجية والجنسية، خصوصًا في المناطق التي تشهد معدلات أمية مرتفعة.
يروج له ويعقده دجالون ومشعوذون يبالغون في طلباتهم وأسعارهم لخدمة "الزبائن".
يعتبر سحر "الربط" أشهر ما يؤثر على العلاقات الزوجية في أساطير المصريين.
يستهدف "الربط" إعجاز الرجل عن ممارسة الجنس مع زوجته، رغم صحته بدنيًّا وعقليًّا، ونجد العريس يرتدي ملابسه الداخلية مقلوبة ليلة الزفاف لينجو منه.
أما "ربط المرأة" فله العديد من الأشكال؛
- "ربط الانسداد": يجعل الزوجة "مصمتة" أمام زوجها، فيتعذر عليه فض بكارتها.
- "ربط المنع": يجعل الفتاة تضم ساقيها بقوة تمنع بدء اللقاء الجنسي.
- "ربط البرود" أو "التبلد": تعجز المرأة تماماً عن الاستمتاع بالممارسة الحميمية.
- "ربط النزيف": تنزف الزوجة فور حدوث الجماع.
- "ربط التغوير": يجعل العذراء تبدو دون غشاء بكارة، فيشك الزوج فيها، وتنتهي زيجتها بفضيحة.
مشكلات الأحبة أيضاً لها علاج في عالم السحرة؛
- سحر "تهييج المحبة": مخصص لإشعال عاطفة الزوج.
- سحر "جلب الحبيب": تطلبه المخطوبة التي فُسخت خطوبتها، وتريد استعادة خطيبها.
- المطلقات يطلبن سحر "رد المطلقة" لاسترداد الزوج السابق.
- سحر "التفريق": يمكنك من الحصول على انتقامك بالتفريق بين زوجين أو أن تصيب الزوجة بـ “سحر النزيف" الذي يجعلها تنزف دون توقف، ربما حتى الموت.
يمنعهن "الجني العاشق" من الزواج ليبقين له وحده
المسّ الشيطاني.. الجنّ لا يريدنا أن نستمر معاً
الكثير من المصريين يعتقدون أن الجنّ قادر على اختراق أجسادهم، وتلبسهم بشكل يؤثر على علاقاتهم بشريك الحياة.
تنتشر أسطورة "الجنّي العاشق" الذي "يلبس" الفتيات الحسناوات اللائي تُطلن النظر في المرآة.
يمنعهن "الجنّي العاشق" من الزواج ليبقين له وحده، ويجعل محبوبته تبدو قبيحة في عيني العريس، أو يدفعها للتصرف بطريقة تنفره منها.
الرجال أيضاً معرضون للمس الشيطاني الذي يدفعهم لكراهية الزوجة أو الحبيبة وهجرها.
نفور الزوج من زوجته، في الأسطورة، سببه وجود "جنّية" تلبسه، وتزوره في أحلامه لممارسة الجنس معه، وربما تتزوجه وتنجب منه.
وفي حالات المسّ الشيطاني يلجأ البعض إلى الدجالين والمشعوذين لكسر السحر وفكه.
البعض الآخر يفضل الذهاب إلى المساجد أو الكنائس، للتداوي على أيدي الشيوخ والكهنة والقساوسة.
الطب والعلم في مواجهة الجن والسحر والحسد
قدم الطب والعلم تفسيرات علمية ملموسة للظواهر والحالات التي تبدو غامضة، على السبيل المثال لا الحصر، للبرود الجنسي عند النساء وفتور الرغبة الجنسية عند الرجال وحالات تشنج المهبل وعدم وجود غشاء بكارة.
على الرغم من ذلك، يتمسك الكثيرون بالخرافات والموروثات الشعبية وحجتهم أن السحر والجن ذكرا في القرآن والكتاب المقدس، وتوجد آيات وصلوات للوقاية منهما.
وعلى جانب آخر، يرى آخرون أن كل هذه خرافات، لكنهم يعجزون عن تفسير وقوع حوادث أو مشكلات بينهم وبين أحبائه.