تحية لـ"منتان " وهي تتسلم جنازة يمنعها الفقهاء من تشييعها

أحد, 28/08/2016 - 07:22

كان صديقنا الاستاذ محمد محمود ابو المعالى ذكيا كعادته حين استقال من رئاسة اتحاد الاذاعات والتلفزات المستقلة فالرجل ابن المحظرة الموريتانية عارف باحكام الجنائز وتجهيز الميت وعلم الفرائض ونحو ذلك ويبدو انه احس باتساع فى حدقة الاتحاد وغرغرة تشى بموته فقرر الاستقالة حتى لايكون عليه تلقين الاتحاد وتجهيزه وشق لحده والبكاء عليه واستقبال المعزين فيه مع أنه بلاتركة وإن كثرت "تركته"

خرج ابوالمعالى عن الاتحاد والناس يتساءلون احي فيرجى ام قتيل نحاذره فكانت الاستقالة خير دليل على ان الاتحاد قتيل يجب الحذر منه

واضح جدا حتى للعامة ان الاتحاد ميت دماغيا وقلبيا وسريريا فاين موريتانيد ونواكشوط الحرة

الم تتحول صحراء ميديا الى مجرد بوق لتحويل الرصيد يردد لازمة واحدة على مدار الدقيقة فلم تعد تقدم نشرات ولاتحاليل ولابرامج حوارية اوترفيهية وانما مجرد اشرطة مواعظ وجلسات صوفية ومدائح شعبية ووصلا ت موسيقية متنافرة

الاتعانى كوبنى اسهالا اعلاميا مزمنا يجعلها تعيش اخر ايامها ماديا ومعنويا

اما التنوير فهي فى الرمق الاخير ولاسباب معروفة فماساة هذه الاذاعات هي غياب الدعم الرسمي والخصوصي والاحباط الذى اصاب القائمين عليها والعاملين فيها (اصبحوا اليوم جميعا من "العاملين عليها") ليصبحوا فيها من الزاهدين فلاهي ظهر فتركب ولاضرع فتحلب

وحال الفضائيات اكثر سوء فدافا عبارة عن مكتبة صوتية يبرمجها فني لينام قرب اجهزة البث فلانشرات ولابرامج ولافقرات ان هو الا ارشيف يتم اجتراره وثائقيا على مدار الساعة لايعلم جاهلا ولايثير انتباه متعلم

وقناة شنقيط تكافح لكن دون قدرة كبيرة على مواصلة البث فمالم تحدث انتخابات اوزيارات للرئيس فلا امل فى انقاذ القناة من وضعيتها الصعبة ماديا

قناة الساحل والوطنية تمنحهما الاذرعة المالية للنظام قبلة حياة اذا احست بدنو اجل احداهما ولولا ذلك لماتتا من زمن بعيد وطبعا لا اتحدث عن موت المضمون اوالشكل الصحفي فهما ميتان وراثيا اتحدث فقط عن البنية الهيكلية للقناتين

وبالنسبة لقناة المرابطين فهي تواجه عواصف كثيرة قد توقف بثها فى اية لحظة كنضوب الدعم الخارجي من قطر وتركيا على اعتبار ان القناة محسوبة على تيار الاخوان المسلمين وتجفيف المنابع داخليا ومن اخر ذلك تخلى رجل الاعمال النائب ولد السييدى عن حزب تواصل وقدكان عمودا فقريا ماليا للحزب وكان يمنح قناة المرابطين على الاقل غرفا من فندقه لتسجيل بعض برامجها الشهيرة ولاشك انه كان يدعمها باعتباره عضوا فى تواصل وكاي مناضل تواصلي

إذن أين اتحاد الاذاعات والتلفزيونات المستقلة

لاوجود له إلاعلى الورق ولذلك اختار ابوالمعالى لحظة مناسبة للاستقالة التى صدر بعدها بيان من شنقيط وكوبنى قالتا فيه انهما ليستا معنيتان بالاتحاد وتعتبرانه غير موجود أصلا ولافرعا

اليوم يقال إن منتان منت لمرابط تسلمت جنازة الاتحاد مع أن مثلها لايسيره الفقهاء خلف الجنائز عادة

فهل ستتدخل الدولة لانقاذ الاتحاد احتراما لولاء السيدة منتان للنظام القائم أم أنها ستجد نفسها وحيدة مع جنازة يرفض ذووها من الرجال دفنها والبكاء عليها اوعلى الاقل الاقتراب منها

كان الله فى عون منتان وهي تستعد للبكاء على اتحاد ميت لا امل فى عودته للحياة ولابواكى له

حبيب الله ولد أحمد 

تصفح أيضا...