البداوة والقمامة وعشق الشاي ثلاثي يلاحق حجاج موريتانيا في رحلة العمر (كواليس مصورة)

ثلاثاء, 15/08/2017 - 12:53

نوافذ (نواكشوط ) ــ الزمان الرابع عشر أغسطس 2017م عند تمام الساعة الرابعة مساء والمكان مسجد ابن عباس والمناسبة هي نقل الفوج الأول من الحجيج الموريتاني إلى المطار لبدء رحلة العمر في اتجاه الديار المقدسة ، عندها تأبط أحمد حقيبته وبدأ في الكفاح في أجل الوصول إلى مقعده في الباص ، جلس ومعه قرابة مائة من المسافرين ، وبدأت الحافلة الزحف تجاه المطار ما إن وصل الباص إلى ملتقى طرق أميرة حتى التفت أحمد إلى الحاج المجاور له في المقعد وقال هل هذا هو انواكشوط الذي يحدثوننا عنه ؟

 هل سننزل لأخذ قسط من الراحة والتعرف على معالم المكان ...؟

تمتم الحاج وهو يحبس ضحكة ثم قال كلا إننا في الطريق إلى المطار . 

ليس أحمد سوى واحد من عشرات الحجاج الذين وصلوا إلى نواكشوط أول مرة وهم في طريقهم إلى الديار المقدسة فانبهروا من مدينة يحسبها المتحضرون بدائية بمقاييس العواصم العالمية ، لكن البداوة التي سكنت روح الموريتاني الحاج وألفها وألفته جعلتها مدينة الأنوار ...هي إذن البداوة التي تصنع المعجزات وتصر على مرافقة الموريتاني في  رحلة العمر دون أن تستأذن أو تأخذ بطاقة تأشيرة أو تدفع رسوم الحج الباهظة . 

دوافع انبهار أحمد وهو يدخل عاصمتنا الفتية هي نفسها التي جعلت فاطمة ترفض تناول المرطبات التي قدمت لها بالمطار وتطلب كأسا من لبن ممزوجا بحصيات من الكسكس الرقيق "باس " ، ودفعت عبد الرحمن إلى أن يرابط أمام المرافق العمومية بالمطار بعد ما غادر كل الحجيج ودوت مكبرات الصوت داعية الحجاج إلى الصعود في الطائرة لكن عبد الرحمن لا يريد أن يصعد حتى يخرج ابن خالته الذي قفل معه من قريتهما الصغيرة ولو كلفه ذلك فقدان مقعده في الفوج الأول ...نفس السيناريو يتكرر مع مولاي الذي فرقت الإجراءات الروتينية في المقاعد بينه وبين رفيقته فرفض الخضوع لطلاق الأوراق وافتعل شجارا مع المشرفين من أجل أن يجلسوه بجوار زوجه بعد ما فرقت الإجراءات التنظيمية بينهما ولو لحين .

ومن العشق ما قتل 

حين تجتمع رواسب البداوة مع عشق الشاي فإنك ستجد ذلك الحاج الذي يصارع مفوضة المداومة بالمطار ويهددها قائلا ستوفري لي كأس شاء أو سأوقد النار هنا وأصنع الشاي فآلاته جاهزة في حقيبتي اليدوية ...فعبادة الشاي تفرض على صاحبها أن يسبح بحمده بالغداة والعشي . 

القمامة 

القمامة التي خلفها الحجاج بالمطار الناظر إلى مطار نواكشوط الدولي لحظات بعد مغادرة الفوج الأول من الحجيج يدرك أن القمامة لاحقت الحجيج الموريتاني لتشوه معلمة  التي بها يفاخرون (مطار نواكشوط الدولي ــ أم التونسي ــ ) . 

نوم بعد طول انتظار 

حبسوا فناموا

حبسوا فناموا مشهد مألوف عند الموريتانيين النوم في المرافق العمومية والمساجد وهي عادة احتفظوا بها في أول محطاتهم نحو الديار المقدسة حيث التقطنا صورا من الحجيج الذين أرهقتهم ساعات الانتظار الطويل بمطار نواكشوط الدولي فأسلموا جفونهم للنعاس في مصلى المطار أو على أرضيته .

لامركزية الإجراءات ..ودقة المواعيد ...مطالب ملحة 

محمد المامي حاج من نواذيبو انتقد عدم الدقة في المواعيد ومركزة بعض الإجراءات في نواكشوط الحجاج الذين قابلهم موقع نوافذ بمطار نواكشوط الدولي أشادوا بتحسن الخدمات التي تقدمها الدولة للحجيج إلا أنهم طالبوا بلامركزية كل الإجراءات بحيث يتم توزيع جوازات السفر والبادجات والحقائب في المدن التي قفل منها الحجيج ، وضبط مواعيد تكملة الإجراءات والإقلاع من المطار ، مؤكدين أن سجنهم لتسع ساعات في المطار لا مبرر له . 

 

تصفح أيضا...