نوافذ (نواكشوط ) ــ كتب الفنان السوري فريد حسن صفحات جديدة من مذكراته في موريتانيا خصصها لإذاعة موريتانيا وزيارته لها خلال الأشهر الماضية وهي الزيارة التي قال إن أهم ما كان فيها اطمئنانه على أن إرشيف الإذاعة ما زال موجودا ولم يتلف منه أي شيء كما ذكر له سابقا .
وأضاف فريد :
قصاصة من مذكراتي الفنية في موريتانيا رقم 75:
بالامس 15- 12- 2016م كنا في حفل تكريم السيد وزير الثقافة لتوشيحي بوسام الاستحقاق بمرتبة فارس لفخامة رئيس الجمهورية –
اليوم هو الجمعة 16\12 لم يكن لدي ارتباطات ذات اهمية لكني اخبرت عن موعدين غدا الاول حفل تكريم في وقت الضحى مع الاذاعة الوطنية – والثاني حفل تكريم ايضا في الخامسة عصرا في المركز العربي الافريقي :
حفل تكريم الاذاعة الوطنية : فقد ارسل لي السيد مدير الاذاعة سيارة الاذاعة لتقلني من الفندق الى الاذاعة : ومع وصولي الى الاذاعة كان السيد المدير ومعاونوه ورؤساء الاقسام جميعهم في استقبالي قي مكتب السيد مدير الاذاعة
وقد اعدوا مائدة افطار شهية – افطرنا ورافق الافطار احاديث تتعلق بالاذاعة وما طرا عليها من توسع في الحجم والنوع والتجديد والحداثة – كما رافق الافطار احاديث اطراء من الحاضرين وتقدير لما قدمته للاذاعة في النصف الاخير من سبعينات والنصف الاول من ثمانينات القرن الماضي – وقد كانت مفاجأة جميلة مخبأة لي هي استدعاء السيد المدير لصديقي القديم المذيع احمد ولد بياه الذي كان له معي موقف لن انساه عندما سجل لي برنامجا من حلقتين : ضمنه حوارا معي عن مشاريعي واعمالي الفنية القديمة والجديدة يوم كانت الخلافات محتدمة بيني وبين الاذاعة عندما رفضت الاذاعة تطبيق العقد الموقع بيني والاذاعة وعندما اقترح علي معاون المدير حينئذ ان اطلب اشرطتي واضعها في ساحة الاذاعة واقوم بحرقها ردا على رفض اعطائي حقوقي التي كان ينص عليها العقد – وقد استخدم صديقي احمد ولد بياه البرنامج الذي كان يقدمه للدعاية لي بشكل غير مباشر والاعلان عن البلدان التي ساقوم بزيارتها واجري فيها سهرات فنية – وقد بلغني ان مدير الاذاعة انبه على ما فعل لانه اعد لي دعاية اهم بكثير من الاعلانات ؟
لقد كان لي لقاء سابق مع معاون المدير في الاذاعة عندما سالته عن الزملاء والاصدقاء وحدثني عن امكنتهم الجديدة كما كان لي لقاء مع السيد المدير في وادان حيث جلس الى جانبي في خيمة حفل الليلة الاولى ومعه الأخ احمد ولد البو حيث تحدثت امامه عن رغبتي الشديدة في الالتقاء بكل الاصدقاء والزملاء وسالته عن احوالهم وما طرا على كل منهم وهذا مادفعه ان يتصل مع من يمكن احضاره فاحضر احمد ولد بياه ولم يتمكن من احضار احمدو ولد مياح , ووعدني ان يحضر الباقين يوم تسجيل لقاء اذاعي يجمع كل الاصدقاء والمذيعين والمسئولين في الاذاعة يوم كنت اقدم فيها اعمالي الفنية والثقافية –
لذلك فقد انتهينا من الافطار واصطحبني السيد المدير وبرفقة مجموعة الشباب التي كانت في جلسة الافطار تلك – الى اقسام الاذاعة الجديدة منها بناؤه - او الجديد احداثه اوالقديم في وظيفته لكن مع تحديث للاجهزة والبناء – وكان الاهم عندي هو الاطمئنان على ان الارشيف مازال موجودا ولم يتلف منه أي شيء منه كما ذكر لي بعضهم من قبل –
وقد كلف السيد المدير الاخت مريم بنت الحبيب نسخ كل اغاني الافرادية والمشتركه على فلاشات وتقديمها لي -
وبعد انتهائنا من الجولة على كل الاقسام عدنا الى مكتب السيد المدير حيث كانوا قد اعدوا مجموعة كبيرة من الهدايا – بدءا من نسخة من القرآن الكريم الذي تم تدقيقه وطباعته في موريتانيا باشراف علماء موريتانيا المشهورين في حفاظهم على القرآن الكريم - وحفظه في الاوراق وفي الصدور قبل الاوراق – كما قدموا لي قطعا فنية عديدة من الصناعات التقليدية في موريتانيا – وصورة ضخمة لفخامة رئيس الجمهورية لها اطار خشبي مرصع بالنحاس والفضة – اضافة الى نسخ كل اعمالي الفنية وتقديمها لي –
لقد كانت فرحتي لا توصف فها انا ذا استعيد الذكرى الطيبة فبعد اربعين عاما جاء من يمسح من ذاكرتي تصرف اشخاص يعدون على اصابع اليد الواحدة ارادوا ان اتخلى عن مسيرتي في دعم الموسيقى الموريتانية وتطويرها – وها انا ارى بأم عيني الفنانين وقد تابعوا في الطريق التي رسمتها لهم وعلى نفس الخطى –
وقد ودعني السيد مدير الاذاعة بمثل ما استقبلني به من حفاوة ومعه كل العاملين بالاذاعة وارسل معي سائقه ليوصلني الى الفندق ولأرتاح واستعد لتكريم المساء في المركز العربي الافريقي ؟
والى لقاء في قصاصة قادمة ان شاء الله استودعكم الله
ودمتم للفنان فريد حسن
