الحمير بين الأدب والتصدير

سبت, 19/03/2016 - 09:44

تداول أصحاب صفحات الفيس إمكانية تصدير الحمُر الموريتانية إلى الصين بعد أن تكاثرت بشكل فاحش في منطقتي البراكنة والترارزة وصار ضرها أقرب من نفعها حيث قضت على غطاء نباتي يرغب أصحاب الحيوان أن يكون غذاء لما هو أنفع من الحمير، كما أن ساكنة هذه المناطق صارت تشتكي من تكاثر الحمير المزعج في فصل الخريف. وقد سبق وأن دونت عن الموضوع قبل سنتين وكان مما ذكرت ما قاله ولد سعيد ولد عبد الجليل في الأمير أحمد سالم ولد اعلي:

لَحَّگْ لِلِّي وَاسَ فِالشَّرْ ۞ الْ لاَحِگْ لَخْلاَگْ اُلاَظَرْ

 مِسْلِمْ عَنِّ نِبْغِ نَجْبَرْ ۞ مَرْكُوبْ اِمَرَّگْنِي لِلدَّارْ

 اجْمَلْ مَعْلُومْ اِعُودْ اذْكَرْ ۞ نِبْغِيهْ اُخَالِگْ مِنْ لَخْبَارْ

 اَلِّ مَذْكُورْ الْحَگْهُمْ شَرْگْ ۞ كِيفِتْ تِخْلِيِّتْ مِنْتْ الْبارْ

 رَاعِ ذِيكْ اِيلَ عَادِتْ حَگْ ۞ كَافِينِ مِنْ مَرْكُوبْ احمارْ

 ومعلوم أن مسار ولد سعيد ولد عبد الجليل مع الشعر الحساني وقوله كان للحمار فيه دور.

 

وهذه الطلعة تنسب لامحمد ولد هدار

 أيدَك يلي رافد گايلت ۞ الشكر ؤلا گط أتخايلت

 شي شين ؤلا گط أتفايلت ۞ شي نقص ؤلا تعمد للعارْ

 أعطيني من هاذي حايلت ۞ الدنيا هي رد أخبار

 زايلتْ أبگَرْ وللً زايلتْ ۞ إبلْ وللً زايلت أحمار

 

ويقول امحمد ولد أحمد يوره:

طاحت عيشَ ۞ منت المختار

 فوگ احشيشَ ۞ من فوگ احمارْ

 

 وذكر "انبيكت لحمار" ورد عند محمد ولد هدار:

سُبْحان الله ألَّ تبَّاعْ ۞ إگليدْ أُ حُكْمْ إگليدْ

اتلَ فيهمْ ما لاهِ گاعْ ۞ تورَ خَيْمه لوْلادْ احْمَيدْ

دارْ التبّاعْ أَلاّ ظليْتْ ۞ نسَّدَّرْ فيهَ واتمَشيْتْ

عَنْهَ واعْگَبْتْ الهَ وليْتْ ۞ عارفْ عَنْ ذَ ماهُ مُفيدْ

غَيرْ أَلاّ باطلْ ذاكْ اتليْتْ ۞ الِّ باگيلِ عتْ افْلَيْدْ

توْحِيدِ بالرّبْ القهّار ۞ أُفاتْ أخبارُ منْ لخْبَارْ

ما ينْزادْ أُورَ شَوْفتْ دارْ ۞ اليومْ اف تُبّاعْ إگلِيدْ

أُ دارْ اخْرَ بانْبَيْكتْ لحْمارْ ۞ كافِينِ ذاكْ امْنْ التوحِيدْ

 

وفي نهاية 1908 ألزم الرائد الفرنسي فريرجان ساكنة إينشيري بإمداد جيشه بالحمير لأن جمال الفرنسيين وأعوانهم أصابها مرض فنفقت، وكان لا بد من تعويضها بالحمير. فجمعوا له منها ما استطاعوا فسمى الناس ذلك الجيش بغزي لحميرْ سخرية وتهكما. قال محمذن بن محمد فال في نظمه التاريخي:

وعام ست طلب الحمير ۞ كان به لساكني النشير

أي سنة 1326 للهجرة أي 1908 للميلاد.

ومما يعرف في الثقافة النباتية في لهجتنا الحسانية "حدجة الحمار" أي بطيخة الحمار وهي نوع رديء من الشركاش الأسود (فندي) الذي تسميه العامة الشنبانْ، والشنبان نوعان: حلو يسمى "جگامه" ومر يسمى "حدجة الحمار“.

سيدي أحمد ولد الأمير