نوافذ (نواكشوط ) ــ من فصالة بالحوض الشرقي إلى كرمسين في أقصى الجنوب الموريتاني كانت تلك خريطة الحشود التي جمعتها الأمينة العامة لوزارة الداخلية واللامركزية السياسية المخضرمة زينب بنت أحمدناه في تظاهرة نظمتها مساء اليوم بدار الشباب القديمة بنواكشوط تعبئة لحضور مهرجان الإنصاف”، الذي سينظمه حزب للاتحاد من أجل الجمهورية مساء غد السبت.
سياسيون فرقتهم الجهة ، باعدت بين قلوبهم الأحلاف المتنافسة جمعتهم بنت أحمدناه تحت سقف واحد ، وخاطبتهم بلسان الواثق من الاستجابة لدعوته طالبة منهم الحضور بكثافة الذي سينظمه الحزب غدا السبت، في الساحة الواقعة خلف مبنى الصندوق الوطني للتأمين الصحي، بالمطار القديم.
التحام بالبسطاء
لم تكن القدرة على الحشد ، ولا التميز في جمع الأضداد هو كل ما ميز تظاهرة بنت أحمدناه اليوم بل إنها تميزت كذلك بالتحام السياسية المخضرمة مع بسطاء الشعب الذي تداعوا إليها ملتمسين العطف والحنان فآوتهم كأم حنون تهدهد وليدها ، فكانت بذلك استثنائية في حشدها كما هي استثنائية في عطفها وقربها من المواطن ، مجسدة بذلك فعلا لا قولا دعوة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للمسؤولين بالقرب من المواطنين ، والتفاني في خدمته ، من شاهد تلك الحميمية بين الأمينة العامة والعامة يدرك سر قدرتها على حشد كل هذه الجماهير التي غصت بها دار الشباب .
التظاهرة أنطقت الخرس
قوة الحشد التي ظهرت في احتفالية بنت أحمدناه التعبوية أنطقت الخرس من قادة الحزب ، فهذا الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية افالي انكسالي يعلن أنه قرر أن يتكلم بلسان عربي فصيح إكراما للجماهير التي حشدتها "الأخ" زينب بنت أحمدناه ، وحرصا على توصيل رسالة الحزب لها .
انكسالي استرسل في الثناء على الأمينة العامة ، مثمنا دورها في صنع الحدث ، مؤكدا أن من استطاعت حشدهم حين يلبوا نداءها غدا سيكونون عنوان النجاح في المهرجان الذي سماه مهرجان "التحدي " .
لقد صدق على بنت أحمدناه قول تلاميذ المحظرة للنابه الذي يحفظ درسه بسرعة ويتجاوز أقرانه "أتفل على رؤوس هؤلاء " ...إن على سياسيي نواكشوط الذين عجزوا عن الحشد في تظاهرات مماثلة ، وأفسدت آهات الجياع أخرى أن يطأطئوا رؤوسهم لبنت أحمدناه حتى تتفل عليها ، اعترافا على تجاوزها لهم سنين ضوئية في الممارسة السياسية .
