نوافذ (نواكشوط ) ـــ أعلن وزير الزراعة الموريتاني سيدنا ولد أحمد أعلي عن بدء الدراسات لإقامة قطب تنموي مندمج لزراعة الخضروات على مستوى مقاطعة اركيز بولاية الترارزة .
وأضاف ولد أحمد أعلي في كلمة ألقاها أمام جمع من المزارعين بالمقاطعة إن إقامة هذا القطب يأتي ضمن أساسي في الاستيراتيجية الوطنية لزراعة الخضروات المصادق عليها مؤخرا ، يوجه بإنشاء أقطاب تنموية متخصصة لزراعة الخضروات في المناطق الصالحة لذلك من حيث وجود المياه والتربة الصالحة والقرب من الأسواق والطرق العامة .
وأكد الوزير أن هذا القطب الذي بدأت دراسته حدد له مقطع غير بعيد من اركيز في حدود 2000ــ 3000 هكتار، وبدأت الدراسات الأولية لتحديد طريقة ريّه ، حيث سيكون قطبا مندمجا يقود إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الخضروات ، وتندمج فيه جميع الجهود الوطنية بدءا بالمستثمرين الوطنيين بقيادة اتحاد أرباب العمل الموريتانيين، وحتى المستثمرين الصغار والمزارعين بشكل عام والشباب والنساء والقوى الحية .
وشدد الوزير أن الشرط الأساسي في هذا القطب أن يعرف الجميع أن الاستصلاحات في مجال الخضروات مغايرة لنظيرتها في مجال الأرز ، فاستصلاح الخضروات تُجلب المياه وبعد ذلك تقسم المقاطع إلى كبرى ومتوسطة وصغرى ، يشارك فيها المستثمرون الكبار والمتوسطين كما تجد فيها الساكنة المحلية مكانها إلى جانب الشباب الذي سيكون له حصة معتبرة، فيما تتولى القطاعات الحكومية مهمة دعم الاستصلاحات الخاصة بالشباب وتوجيهه وتأطيره من أجل توفير فرص عمل ذاتية تحدث نهضة شمولية في المنطقة .
واعتبر الوزير أن القطب المندمج سيشارك فيه الجميع وله أهداف بينها تحقيق التنمية المحلية ، وتوفير الخضروات ، فهو مشروع هيكلي وكبير وفريد من نوعه .
ودعا الوزير المنتخبين والأطر والقوى الحية في المجتمع لمواكبة هذا القطب التنموي حتى ينجح ، مؤكدا تصميم الحكومة على تذليل الصعاب التي تعترض هذا المشروع .
وعن أهداف هذا القطب قال الوزير إن أولها استغلال الموارد الطبيعية من مياه وأراضي ، وثانيها إنتاج حاجياتنا الأساسية التي كانت تستورد من الخارج وهذه مسألة سياسية ، والهدف الثالث تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المنطقة خاصة توفير فرص عمل للساكنة المحلية وبالأخص الشباب .
وطمأن الوزير المزارعين أن هذا المشروع ستعد الدراسات الكافية والوافية للتأكد من أن مصادر المياه كافية له وللمنطقة ، وأنه ليس له تأثيرات بيئية ، ولن يتضرر منه أحد ، ويتم التأكد من تحقيق التوازن بين الزراعة والتنمية الحيوانية ، وهي دراسات لن يؤسس المشروع إلا عليها ــ يقول الوزيرــ .
وأكد الوزير أن هذا المشروع مشروع وطني يستهدف الجميع في جميع المستويات من رجال أعمال كبار ومتوسطين وصغار المزارعين وحتى الساكنة المحلية من تعاونيات وشباب ، كما يستهدف جميع شرائح وفئات المجتمع دون إقصاء ، ولن يغير الواقع الاجتماعي ولا يبحث عن ملكية الأرض بل يهدف لاستغلالها وفق دفتر شروط واضحة .
وكان الوزير قد تجول صباح اليوم رفقة والي ولاية الترارزة ورئيس أرباب العمل الموريتانيين في المقطع المخصص للمشروع كما اطلع خلال الزيارة على تقدم الأشغال في مزرعة 3500 هكتار بالمقاطعة ومعرفة النواقص في تنفيذها .
