كورونا ... في كل يوم نتعلم / الدكتور الحسين مدو

سبت, 11/04/2020 - 09:20

كورونا   ...   في كل يوم  نتعلم   

   في معركة  مواجهة   كورونا    و بحساب  جدة  الفيروس   وطبائع  الوباء  المخادعة، تجهد  الطواقم  الطبية  انفسها في تتبع   ذلك  بحساب كل  حالة فتستخلص   الدروس بشكل  متواصل  وبابداع وتواضع    .

 كانت كل حالة تعيد طرح التساؤل حول  الوباء في  هويته  واعراضه  وعلاقته  بالبيئة   و المناعة    ،  وتشكك في   اجال  احتضانه غير اليقينية   و  في التوصيف   النهائي  لطرائق  التنقل  ونوعيات  العلاج  .  
 و  الدرس الذي تقدمه  حالة  اصابة   الطالبة  اليوم بموريتانيا  هو  انه يجب  اعتماد  مقاربة  أكثرعدوانية   تجاه   رمادية  الفيروس  و عدم  انتظار  الأعراض  التي  قد تأتي  متاخرة  حالة المرحومة   وقد  لا تاتي   أصلا    حالة  الطالبة  ، ويجب حجر المحجورين منعا للتواصل بينهم  و التعجيل  بالفحوص  للجميع   حتي قبل  المغادرة  حماية منهم  ولهم   .  

السلطات   الصحية ببلادنا   اعدت  العدة   لمحاصرة حالات الوباء المحدودة   خلال  الاسبوعين   الاخيرين  وعزز من   استعدادها   تفاني  وكفاءة  وتضحيات  القائمين   عليها  والعاملين بها   ،  ولكنها  كذلك باتت تطور باضطراد   ادواتها  القتالية  تبعا لمخرجات  الميدان    وتتعلم  من  يوميات   المواجهة دروسا  لا تقدر بثمن ، وتستخلص  باثمان ...

كل   المسؤولين  في خرجاتهم  للحديث عن حالات الاصابة  اوالوفاة  يغفلون  وقع  الحادثة  والاثار  المستخلصة منها  للحديث  عن اكتشاف  قدري تفصيلي   بتحويله لانتصار زمني   عبر  التخويف  من  المخاطر  التي كانت  متوقعة  في ما لو لم يتدخل  الأقدار  بمقدار  ،
 كانوا  يرددون   من حسن  حظنا  ان الحالةالثالثة  لم تنتقل  للداخل فجمعنا  من  به اتصلت  ،   و من حسن حظنا  ان الحالةالرابعة    اكتشفت  قبل   يوم   مغادرتها  فاطلنا  الحجز ،   وان الحالة الجديدة   اكتشفت   يوم  مغادرها  فمددنا  الحجز  ....   كلها  استخلاصات  لدروس لاحقة  من  واقعة  سابقة  و تغييب   لتقييم  الحضور في الواقعة  ذاتها 

صحيح  هذه  امور قدرية   ليس   لنا فيها  ولا لكم كبير  دخل   لكن باستعراضها يتم حجب  الجانب التاثيري   اوالتدبيري  في  الحادثة  من حيث  المخاطرالمترتبة علي  غياب امكانات  التدبير   ادوات فحص  او  سوء  التقدير  عدم حجز الطائرة 
  
 وبالتفسير  المعاكس   فالحالة  الاولي  لم تحجز  طائرتها  والثانية  لم  تكشف حالتها والثالثة   كان  حضورمبدا   الحماية منها  اكثر  من حمايتها فلم تفحص  الا لحين  المغادرة..

أما وقد استخلصتم  الدروس  و تم  حجز الجميع  ما بعد  16 مارس  و توفرت  المعدات  الكافية  للفحص  وتبين  ان كل حالات  الاصابة  لحد  الان   قادمة من الخارج  او   علي صلة بقادمين  من الخارج  وتمكنتم   من تطويق  الانتشار لحد الان  فيتعين     
وتقتضي  الدروس  المستخلصة  من حالة الطالبة   بالنسبة  للمتابعين غير  المتخصصين  

ـ اعتماد مقاربةاكثر  تعميقا  حيال  التعاطي  مع الاعراض  التي قد لا تظهر  اطلاقا   وقد تظهر   في مراحلها  الاخيرة    غيرالقابلة للتدارك 

ـ التعاطي باعلي  درجات العناية والمتابعة الطبية  مع   المحجورين   وطرح  احتمالات  ان من بينهم  مصابين  صامتين  بدون اعراض  

ـ اجراء الفحص  الشامل للجميع المحجورين  وقبل المغادرة  حماية  للجميع  من الجميع  وحماية  لهم  من انفسهم .

ـ الحجر على   المحجورين  بالتأكد  من عدم  الاتصال بينهم في ما بينهم  وهوماليس  شاملا     
ـ القيام بالفحوص علي جميع  المحجورين   وعدم  انتظارلحظة  مغادرتهم   تفاديا لاحتمال انتقال  العدوي في ما بينهم قبل  المغادرة من طرف مصابين  محتملين   بدون اعراض  ..  
 
ـ الحرص  كل  الحرص  على   تعزيز  حماية  الاطقم  الصحية حتى  لا يتحول عناصرها  من  معالجين الي ناقلين   لا قدر الله  و التاكيد على   حماية  دورالاستضافة  وكل  ذي صلة  بالمحجورين  احتياطيا  .

ــــــــــــــــــــــ

 تقيدوا  بالتوجيهات    حجرا و تنظيفا   وتعزيزا  للاطقم الصحية وللمستلزمات   و تحصينا للحدود    
وتذكروا ان الوقاية   أرخص وأنجع علاج  وأنها  هي  الدواء  الأوحد في غياب  الدواء 

حفظ  الله  موريتانيا

بقلم الحسين ولد مدو