الحسين ولد مدو يكتب ذكريات في بيت أحمد ياسين

أربعاء, 08/04/2020 - 09:01

ذكريات  في بيت  أحمد ياسين

الزمان  دجمبر  2012     
المكان     غزة 

   قافلة  شنقيط الثالثة   نظمها الرباط  الوطني وترأسها  الشيخ  محمد الحسن الددو وشاركت فيها  شخصيات  وطنية   ضمت محامين وإعلاميين  أئمة  وسياسيين  و ناشطين  بالمجتمع  المدني ،وحملت   القافلة تبرعات  الموريتانيين  الى غزة  المحاصرة 

في  الطريق  من القاهرة   الي غزة   مدن وبلدات ..   السويس ،  سيناء   بطورها  وصحرائها   وزيتونها        رفح ..غزة هاشم  . تفهم  لاول  مرة  وجاهة الترابط  بين  التاريخ  والجغرافيا  في المنهاج  الدراسي  كمادة   ... كل بلدة  مضمخة بالتاريخ  وكل  تاريخ متدثر بربع ..... و الي  ان وصلنا  غزة  هاشم  ونحن   نقرأ البلدات ايات  في  الفرقان و سفرا  في التوراة والإنجيل   وأعلاما  ومعالم  بتاريخ  الانسانية  والاسلام  و العرب ...

في مدخل رفح   الفلسطينية  كانت سيارة   الشهيد الجعبري    معروضة  وقد قصفت  بوابل   من الصواريخ ،وبمدخل  المدينة سجد اعضاء القافلة   شكرا لله و اجهشت  الشيخة  زينب بالبكاء ، بعد ما لامست   ارض  غزة  التي تحور رمادا  بدمار  الاحتلال    ومن لهب  المقاومة  تنبعث . 

قلعة   غزة   مدينة  تتنفس  المقاومة   وتعشق  الشهادة  ، كل بيت  يتأسس  على قصة  شهيد  ، وبكل  بيت ينبجس   مشروع  شهيد اخر  ، 
في بيوت  غزة   كل القيم تدور  حول  المقاومة   والشهادة    وصدق   شاعرنا الكبير ولد عبد القادر   في وصف  الفلسطينيين  المقاومين 

نتلقي  الشهيد   عزا نصرا     والضحايا توديعهم حفلا ت 
 ونغني للموت بل ونراه    في سبيل  الحياة هوالحياة  

 انهم  يخلصون  حين يقا ومون ـ ايام فتحهم  وزمان حماسهم ـ   ويبذلون  النفس  في سبيل  الوطن سخية      

دخلنا  المدينة  من ابوابها   فزرنا   منزل  الشهيد    احمد  ياسين ...التقينا عائلته وابناء ه 
 
منزل  الشيخ  تحول  لمتحف  يعكس   خلود  الشهيد   والقضية  ويترجم  ارادة   الروح  حينما  تنتصرعلى اكراهات  الجسد  ، . و مسجد  الشيخ    تبكي  منارته  الشيخ،   بعدما اغتالته الطائرات  الاسرائيلة   وهو  علي مقعده    في  الطريق  لمسجده ..  كان  شيخ  المقاومين  وسيد المكافحين    ومن المشائين   الي المساجد في سجف الليل ..

   بساحة  الاحتفال  في  اليوم  الموالي   كنا   وجها  لوجه  مع   ابطال  المقاومة    البطش،  مشعل ،    ابو العبد هنية ...قيم تضحية  تتجلي  في بشر من لحم ودم ،    نصافح فيهم  روح   المقاومة  والشهادة ..  نقرا  فيهم انتصاراتنا وانكساراتنا  وتعلقنا بقضيتنا      و روح  صمودنا ،  و نلمس  في ذواتنا   بحضورهم  حجم   تقصيرنا وخذلاننا  لاخواننا  المقاومين     .

وفي  خطوة  لاحقة  استقبلنا   الرئيس  محمود  هنية   ابو العبد  واثناء  اللقاء  مع  هنية  استشكل  اسم النقيب  بوحبيني فاستحضر الشيخ الددو بيتين  من شعر الشناقطة   تفسيرا له ..     
وطلبت الى   الرئيس  هنية في نهاية  اللقاء   كتابة رسالة للشعب الموريتاني فأحسن  الكتاب و الكتابة  ..  

في غزة  تحدث الامام  صار  بالبولارية   بتلفزيون  الاقصي   و اكتشفت  الشيخة المعلومة بأن قائد اوركسترا  غز ة  ليس   الا ابن اخت احمد ياسين فعادت مبتهجة   لتحكي  قصة   المرايطين بغزة   عندما تعود لل#مرابطين # بشنقيط   

قدمت  القافلة  تبرعات  الموريتانيين  لسكان غزة   واعادت  بناء  منارة  مسجد  الشيخ احمد ياسين ودعمت مستشفي   الشفاء ،  و اكتشفت  القافلة  عن قرب  مكانة  الشناقطة   لدى  الفلسطينيين  وعززت اجماعية  القضية  عند الموريتانيين   ولكن   كذلك  كشفت مكانة  الشيخ   الددو  في   العالم الاسلامي .. .قوافل  الجزائر  و المغرب  وقوافل المقيمين  بالبلدان  الغربية  السويد  وهولندا   تتري  في صحراء سيناء  ولا سؤال   لهم  عندما يعلمون   بجنسية  القافلة   الا  عن الددو  ..هذا تلميذه  وهذا  زميله  وهذا  يتمنى لقاءه    .

وبعد أيام  ودعنا  غزة  الشهيد  المدينة  التي  اسست  من  اول  يوم على التضحية   و الشهادة   ،بعدما   سلمنا  دعم  الشعب  الموريتاني ، وبعدما التقينا  ابطال  المقاومة  وخنساء فلسطين  وأم الشهيد  وابن  الشهيد    والتقينا    الشهيد كذلك   فهو أخلدهم  وأبقاهم  ..أو لم يقل جل  من قائل :  
)ولا تحسبن  الذين  قتلوا  في سبيل  الله أمواتا  بل  أحياء عند ربهم  يرزقون  
فرحين بما أتاهم  الله  من فضله  ويستبشرون بالذين  لم يلحقوا  بهم  من خلفهم  ألا خوف  عليهم ولاهم يحزنون  يستسبشرون   بنعمة  من الله وفضل   وان الله لا يضيع  أجر المؤمنين  (   صدق الله العظيم    .

اولئكم   الشهداء  وتلك قصتهم  
   
ذات  صباح  بالجاحظية   حدثني الروائي الطاهر  وطار  وهو يهديني  النسخة الاولي من روايته الولي الطاهر يعود لمقامه  الزكي ،قائلا .....عندما يسقط  الشهداء  مسربلين  برداء  الفجيعة  في سوح  الوغى ... يخيل للبسطاء من الناس  أن الجبناء  كانوا على  حق .... وتلك خديعةالطبع  اللئيم ..

رحم الله  الشهداء   
 ولا  نامت أعين  الجبناء

الدكتور الحسين ولد مدو