نوافذ (نواكشوط ) ــ انتقد عدد من الكتاب والصحفيين الموريتانيين التقرير الأخير للصحفي بالجزيرة فوزي بشرى عن الأزمة الخليجية مهنيا وأدبيا ونحويا ورأوا أنه من أقل تقاريره شأنا .
وفي هذا الإطار كتب الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله
لم يعجبني تقرير فوزي بشرى الأخير.. ليس من طينة تقاريره الآسرة..
كأن الذي كتبه فوزي آخر.
أتحدث عن جماليات التعبير .. فليست هي التي تعودناها منه في أزمات وأحداث مشابهة ..
أما مضمون التقرير فمفهوم ومنتظر..
ومن جمالية التعبير عند الدكتور الشيخ إلى سلطة القواعد عند الصحفي :
Eby Zeidane الذي كتب :
فوزي بشري واحد من قلة في اعلامنا العربي- تتوزع في خريطته المتنوعة- تملك قدرة التمرد علي القواعد بمنتهي الروعة دون ان نستطيع غير الانصات واستعذاب ما تنتج.
صحيح هو ليس من فئة التقارير التلفزونية ولا الاذاعية بمستوانا- نحن المحكومين بسلطة القواعد - ولكنه شييء من السحر لا يمكن لأي رئيس تحرير الا ان يجيزه. هو تحرير من نوع آخر.
هو ببساطة ابداع سجل تاريخيا باسم السهل الممتنع.
استعذبه.. استمتع به ، ولكن اياك ان تقلده.
هو فقط من حق من وصل تلك المرحلة .
وفقط يمكن لي - العبد الفقير ان كان لي ان اتكلم في حضرته - ان اقول ان تقريره الاخير لم يكن موفقا. لقد كان منحازا بشكل فاضح. اما لغته واسلوبه وبلاغته فلا املك امامهم الا كل الاحترام والتبتل في المحراب .
عبد المجيد ابراهيم فضل العبور إلى أسلوب التقرير متحدثا عن أخطاء نحوية فيه وكتب :
ليس تقرير فوزي بشرى الليلة من أقوى تقاريره رغم اقتباسه من القرآن وتوكئه على الثقافة العربية .
فقد بدأ بلحن فاحش أصابه في مقتل حينما رفع "الراشدة " في قوله "للدول الراشدة " وهو فعل غير رشيد البتة .
سحروا فإن في السحور بركة
Ahmed AB Mohamedou حاول تحليل نفسية فوزي وهو يكتب ويقرأ تقريره وقال :
فوزي بشرى في تقريره الاخير اما انه غير مقتنع بما يقرأ أو أن الجزيرة ما زالت تتوقع ان تطول الازمة وتركت الباب مفتوحا لتقارير قادمة.. أو السياسة التحريرية للجزيرة تتجه للمهادنة.. اعتقد أن للقصة بقية..
Babe Ould Erebih تحدث عن علاقة فوزي بالقرآن واقتباسه منه وتنزيله على الأحداث :
لم يوفق فوزي بشرى في تقريره الأخير ، إذ يقول : " تخلصوا من قطر يخلو لكم وجه اترامب " ، فهذا يشي بأن قطر هي الإبنة المفضلة و المحبوبة أكثر عند اترامب .
انا معجب بالمبدع فوزي بشرى ، ولكن لننظر الى تشبيهه من زاوية رياضية
إسقاط فوزي بشرى للآية الكريمة على واقع الخليج وامريكا يدل على ان دول مجلس التعاون هي أخوة يوسف ، والنبي يعقوب هو اترامب - وهو سوء أدب مع نبي الله - ، و قطر هي النبي يوسف .
بما ان الإسقاط يحافظ على العلاقة بين النقاط الأصلية لتكون نفس العلاقة بين الصور ، ومنه فإن علاقة يوسف بأبيه حسب إسقاط فوزي بشرى هي علاقة قطر بترامب .
تحياتي
وأضاف معلقا على ما أثاره انتقاد التقرير من جدل :
بعض الموريتانين من الذين لم يبتعدوا كثيرا عن التعليم الإبتدائي ، لا يزالون يعتقدون أن عقوبة الخطأ في اللغة والإملاء هي الضرب بالسوط ، وأن العالم أو الفقيه أو الشاعر الكبير او الصحفي اللامع لا يمكن بأي حال لشخص بسيط ان يبدي ملاحظة غير إيجابية في حقه .
إخوتي ذات يوم أخطأ عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فنبهته امرأة فقال بكل تواضع : " كل الناس أفقه من عمر " .
إخوتي ذات سمر انشد النابغة الذبياني وهو من هو سلاقة و فصاحة و فحولة فقال :
أمن ال مية رائحٌ أو مغتدي ... عجلان ذا زادٍ وغير مزود
زعم البوارح أن رحلتنا غداً ... وبذاك خبَّرنا الغراب الأسود
لا مرحباً بغدٍ ولا أهلاً به ... إن كان تفريق الأحبة في غد.
فقال :" الغرابُ الأسودِ ، من أجل القافية ، فنبهه أحد الحاضرين على لحنه لأن الصحيح : " الغراب الأسودُ فتقبل الأمر بكل رحابة .
إخوتي هل تعلمون أن نزار قباني قد قال في بعض قصائده بعض الأبيات التي لا تستقيم عروضيا .
وأن فتى الفتيان و ظاهرة زمانه جمال ول الحسن قد قال ذات ليلة" تافلويت ماهي وازنه ".
إخوتي هل تعلمون أن خطأ عمر لم ينقص مثقال ذرة من مكانته ، كذلك لحن النابغة و ابيات نزار و تافلويت جمال .
مابال أقوام يستنكرون علينا إبداء ملاحظة عن تقرير فوزي بشرى الأخير .
ألم يعلم هؤلاء أن تلك الملاحظة بغض النظر عن وجاهتها من عدمه ، لاتخدش ميليمترا من صورة الصحافي السوداني المبدع ، ولكنها أيضا حق لنا إن أبدينا رأينا في إسقاط لم نستسقه .
تحياتي
