حركة الدبلوماسيين : حملة انتخابية مبكرة أم تَجَلّ من تجليات الصراع الحكومي ؟

ثلاثاء, 21/02/2017 - 08:04

نوافذ (نواكشوط ) ــ شكلت تعيينات الأمس في الخارجية الموريتانية مفاجأة للمتابعين بعدما حملت معها تعيين وزيرين من المغضوب عليهم من طرف ولد حدمين في سفارات موريتانية هامة ، يتعلق الأمر بوزير الخارجية السابق حمادي ولد اميمو ووزير التهذيب السابق با عثمان .

إرهاصات ما بعد 2019

تعيين الوزيرين اللذين كانا عصيين على رئيس الوزراء يحي ولد حدمين رأى فيه متابعون بداية لحملة انتخابية مبكرة يعول فيها الرئيس على العمق الشعبي للوزيرين لتمرير التعديلات الدستورية والإعداد لما بعد 2019م ، حيث يمتلك ولد اميمو قاعدة شعبية عريضة في مقاطعة كوبني ذات الرمزية التاريخية في الانتخابات الموريتانية ، بينما يحظى با عثمان باعتبار في عمقة الاجتماعي بولاية كيدي ماغة .

عقاب أم مكافأة

المراقبون كذلك رأوا أن إعادة الاعتبار لولد حمادي خاصة قد يكون رسالة سلبية إلى ولد حدمين الذي رحّله ذات يوم عن الخارجية ، فيما رأى آخرون أن تعيين وزير خارجية سفيرا إهانة وترغيم أنف لا يليق برجل بحجم ولد اميمو ، تماما كما لا تليق الولاية بــ"شريف " كولد محمد رارة تربع ذات يوم على عرش الداخلية ، وهو ما يعني أن كل ذلك لا يعدو أن يكون رسائل انتقامية من ولد حدمين للرجلين اللذين رفضا الخضوع لسيطرته .

رسائل الخارجين

دخول الدبلوماسيين ليس الوحيد الذي يحتاج القراءة والتحليل في الحركة الدبلوماسية الأخيرة بل إن خروج سفراء من ذوي الحجم الثقيل كسفيرنا السابق في السعودية محمد محمود ولد محمد الأمين الذي يحظى بثقة الرئيس وقائد الجيوش ، وولد حيسن الذي سكب حبره لتعداد مناقب الرئيس ما يعني أن خروجه مع زميله قد يكون هو الآخر تهيئة لمنصب أهم لا يستبعد أن يكون رئاسة الحزب الحاكم بالنسبة للأول في ظرف تقبل فيه الجمهورية على أيام تحتاج لرجل بحكمة ولد محمد الأمين ، فيما قد يكون استدعاء سفيرنا المتقاعد في نيورك  مناسبة لتكليف بمنصب في الظل يصلح له .